“جرب شتانا”.. سلطنة عُمان تعزز جهودها الترويجية لجذب السياح خلال موسم الشتاء

مسقط : هرمز نيوز

أطلقت وزارة التراث والسياحة في سلطنة عُمان حزمة من المبادرات الترويجية لتعزيز حضور السلطنة كوجهة سياحية متميزة خلال موسم الشتاء 2025/2026، الذي يشهد سنويًا إقبالًا متزايدًا من الزوار الباحثين عن تجارب سياحية طبيعية وثقافية فريدة.

تركز جهود الوزارة ضمن خططها الاستراتيجية على إبراز المقومات السياحية المتنوعة للسلطنة، بما في ذلك اعتدال الطقس، وتنوع التجارب السياحية والمغامرات، وثراء التراث والثقافة، إلى جانب البنية التحتية المتطورة التي تجعل من عمان وجهة مثالية للسياحة الشتوية.

وشملت الحملة الترويجية تنفيذ حملات رقمية موسعة تستهدف أسواقًا رئيسة في دول مجلس التعاون وآسيا وأوروبا، مع التركيز على الأنشطة الشتوية مثل التخييم في الصحاري والجبال، واستكشاف الكهوف، والرحلات البرية، والشواطئ، إلى جانب الفعاليات الثقافية والموسمية في مختلف المحافظات.

كما عززت الوزارة حضورها في المعارض الدولية المتخصصة بالتعاون مع شركائها، وشارك مجموعة من الشركات السياحية ووكالات السفر والطيران، إلى جانب تنظيم رحلات تعريفية للإعلاميين والمؤثرين بهدف التعريف بالمقومات السياحية العمانية، والتأكيد على تكامل الطبيعة مع الثقافة والتراث وسياحة المغامرات.

وأكدت الوزارة أن هذه المبادرات تأتي ضمن استراتيجية السياحة الوطنية 2040، بهدف تحقيق نمو مستدام للقطاع وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز مكانة عمان على خارطة السياحة العالمية، خاصة خلال الموسم الشتوي الذي يعد من أهم المواسم السياحية السنوية.

حملت الحملات المحلية شعار “جرب شتانا”، الذي يبرز جمال التجربة الشتوية في عمان، من خلال محتوى إبداعي يتضمن فيديوهات قصيرة، قصص الزوار، إشراك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حملات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مسابقات تفاعلية، وتعزيز مشاركة المؤثرين وصناع المحتوى المحلي.

في الوقت ذاته، أطلقت الوزارة حملة دولية تحت شعار “عُمان هبة الحياة” تستهدف الأسواق الأوروبية والآسيوية، مع رسائل ترويجية تتناسب مع اهتمامات السياح في الأسواق المستهدفة، وتعزيز الإقبال على المقومات الطبيعية والثقافية.

وأشار هيثم بن محمد الغساني، مدير عام الترويج السياحي، إلى أن الوزارة تركز هذا العام على التسويق الرقمي والتوسع في الأسواق المستهدفة، وتتبنى مؤشرات أداء قابلة للقياس لتطوير الحملات وتحسينها مستقبلاً. كما ستستمر الفعاليات السياحية الشتوية التي تشمل مهرجانات ومسابقات رياضية وثقافية، بما في ذلك مهرجانات الشتاء في مسقط والداخلية، ماراثون مسقط، طواف عمان، فعالية الرجل الحديدي، ومهرجان بشائر للهجن، إلى جانب فعاليات المغامرات والرياضات المتخصصة.

وتشهد السلطنة هذا الموسم استقبال السفينة السياحية “إسلامك كروز” بميناء صلالة لأول مرة، ما يمثل نقلة نوعية في قطاع السفن السياحية. كما تواصل الوزارة العمل على تطوير البنية التحتية للسفن واليخوت السياحية لجذب الشركات العالمية.

وفيما يتعلق بسياحة الأعراس وسياحة الجولف، من المخطط تقديم حوافز ومبادرات ترويجية لجذب الزوار، خاصة من الأسواق الهندية والإقليمية، إلى جانب إعداد دراسات لتطوير قطاع الجولف وتعزيز فرص الاستثمار فيه.

وأظهرت البيانات حتى أكتوبر 2025 ارتفاع أعداد السياح من الأسواق المستهدفة، حيث سجل السوق الروسي نموًا بنسبة 140%، والسوقين السويسري والهولندي زيادة تتراوح بين 49 و60%، كما ارتفع عدد الرحلات العارضة بنسبة 26% ليصل إلى 588 رحلة مقارنة بـ466 رحلة في الموسم الماضي. ويتوقع استقبال أكثر من 640 رحلة عارضة لنحو 110 آلاف سائح، محققة عوائد اقتصادية تتجاوز 100 مليون دولار.

وأكد محمد كمال مكي، مدير منتجع بر الجصة، أن الموسم الشتوي يُعد فترة ذهبية للسياحة بفضل المناخ المعتدل والتجارب الفريدة والخدمات المتميزة، مشيرًا إلى أن الفنادق والمنتجعات تستقبل السياح من مختلف أنحاء العالم مع ارتفاع الطلب على المجموعات وسفر الحوافز.

وتواصل وزارة التراث والسياحة تنفيذ برامجها الترويجية المكثفة عبر تطوير المحتوى السياحي، تعزيز الشراكات الدولية، وتشجيع القطاع الخاص على تقديم تجارب مبتكرة، بهدف رفع مستوى الجاذبية السياحية للسلطنة وترسيخ مكانتها كوجهة شتوية عالمية تجمع بين الطبيعة الخلابة والضيافة العُمانية الأصيلة.