سلطنة عُمان تستعرض مبادراتها لتسريع جهود التنمية المستدامة خلال المشاركة في المنتدى السياسي رفيع المستوى

نيويورك : هرمز نيوز

يواصل وفد سلطنة عُمان مشاركته في المنتدى السياسي رفيع المستوى المنعقد حاليا في نيويورك لمتابعة تقدم دول العالم في تنفيذ الأهداف الأممية لخطة التنمية المستدامة 2030, وفي إطار الفعاليات والجلسات الحوارية والعامة المصاحبة للاستعراض الوطني الطوعي الثاني لسلطنة عُمان حول تقدم جهود تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030, شارك  معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد ، ورئيس وفد سلطنة عُمان المشارك في المنتدى ، في الجلسة العامة للمنتدى “من قمة أهداف التنمية المستدامة إلى قمة المستقبل”، والتي تناولت بحث السبل الكفيلة بتسريع تنفيذ الأهداف الأممية ووضع أسس أكثر فعالية للتعاون الدولي يمكنه التعامل مع تحديات اليوم ومتطلبات المستقبل.

وأكد معاليه خلال مداخلته في الجلسة العامة للمنتدى على أهمية تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين الدول كافة والمنظمات الدولية بما يثري تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر تبادل الخبرات والممارسات الجيدة والبرامج والمبادرات وقصص النجاح الملهمة ، فضلا عن مشاركة التحديات وتجارب الدول وخبراتها في تجاوزها والدروس المستفادة في سبيل تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة وتمهيد الطريق للتقدم نحو مواكبة متطلبات النمو المستدام في المستقبل.

مشيراً معاليه إلى ما طرحته سلطنة عُمان من المبادرات والبرامج التي تستهدف تعزيز تقدمها في مؤشرات التنمية البشرية وتسريع تنفيذ الأهداف الأممية للتنمية المستدامة في إطار مساهمتها الفاعلة في الجهود الدولية لضمان مستقبل يعيش فيه جميع الناس في رخاء وأمن ويساهمون في كوكب يسوده السلام والازدهار.

وأكد معاليه على الأولوية التي تعطيها سلطنة عُمان للنمو المستدام والمتوازن في ظل تنفيذ رؤية عُمان المستقبلية 2040 ، من خلال تطوير السياسات والتوجهات الاستراتيجية نحو التوسع في الطاقة المتجددة والصناعات الخضراء وصناعات المستقبل ، وتبني نهج الشراكة والحوكمة وتطبيق اللا مركزية في التنمية المحلية ، وتطوير البنية الأساسية لإنشاء مدن ومجتمعات محلية مستدامة والاستخدام المستدام للأراضي وتطوير الخدمات المقدمة للمواطن والمستثمر اعتمادا على مبدأ إيجاد بيئة استثمارية جاذبة في المحافظات وتشجيع الاستثمار المحلي، واستثمار الموارد الطبيعية في المحافظات، وبناء شراكات قوية وفاعلة مع المجتمع والقطاع الخاص.

وضمن برنامج مشاركة سلطنة عُمان في المنتدى السياسي الرفيع المستوى ،  يشارك وفد سلطنة عُمان في  الجلسات الحوارية والنقاشية التي تنظمها لجنة الاسكوا خلال المنتدى حول واقع وآفاق التنمية المستدامة في المنطقة العربية ، وتناولت الجلسة الحوارية بمقر البعثة الدائمة لسلطنة عُمان بنيويورك بعنوان “سياسات أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية- تدشين تقرير “التنمية المستدامة في المنطقة العربية 2024″، حيث جاءت الجلسة برعاية معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد رئيس المنتدى العربي للتنمية المسامة 2024م.

وأشار معالي الدكتور في كلمته التي ألقاها بافتتاح الجلسة حول التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في سلطنة عُمان على مواكبة سلطنة عُمان التطورات العالمية المتسارعة للتقنيات المتقدمة وتطبيقاتها لفتح آفاق جديدة لاقتصاد المستقبل والتنويع الاقتصادي، كما أكد معاليه على وضع السلطنة التحول الرقمي أساسًا لدفع عجلة التنمية وجزءًا من استراتيجياتها وتشريعاتها الوطنية لضمان مواكبة التطورات العالمية في البحث والابتكار والتقنيات المتقدمة ليمثل الاقتصاد الرقمي أولوية ورافدا للاقتصاد الوطني مع التأكيد على التجول للتحول لعصر المعرفة والابتكار.

من جانب آخر ، تم على هامش المنتدى تدشين فعالية “عُمان مستقبل مستدام”, والتي تستهدف تعريف المشاركين في المنتدى السياسي رفيع المستوى بالبرامج والمبادرات التي أطلقتها سلطنة عمان للإسراع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي من المتوقع أن تساهم في تحقيق مزيد من النتائج المهمة على المدى القريب ، وتسلط فعالية “عُمان مستقبل مستدام” الضوء على النموذج التنموي الشامل الذي تنفذه سلطنة عمان لتحقيق مستقبل مستدام من خلال المسارات الرئيسية للتنمية وهي النمو الاقتصادي والاستقرار المالي، وتطوير برامج تعزيز منظومة الحماية الاجتماعية، وتعزيز جاهزية الكفاءات الوطنية بالمهارات اللازمة لسوق العمل حاضرا ومستقبلا، وتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة في كل المحافظات ، وتعد أهم السياسات الداعمة لتنفيذ هذه المسارات هي ايجاد بيئة استثمارية محفزة، وتشجيع الشراكات المحلية والأجنبية، ودمج التحولات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في الاقتصاد.

وباعتبار الاقتصاد والتنمية أولوية خلال المرحلة الأولى من تنفيذ رؤية عُمان المستقبلية ، تستهدف سلطنة عُمان توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي ارتكازا على برامج واستراتيجيات متعددة منها انشاء التجمعات الاقتصادية المتكاملة والحفاظ على أمن الطاقة والتوسع في انتاج الطاقة المتجددة وارساء بنية أساسية للتقنيات المتقدمة والتخفيف من حدة التغيرات المناخية, وتعتمد تلك المرحلة من النمو المستدام على تمكين القطاع الخاص وزيادة دوره كمحرك للنمو وتنشيط قطاعات التنويع الاقتصادي ووضع سياسات لتوليد فرص العمل ، ووضع الإجراءات الداعمة لجذب الاستثمارات ، لا سيما في قطاعات التنويع الرامية لتوسيع القاعدة الإنتاجية وتنويع مصادر الدخل ، وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين.

واعتمدت سلطنة عُمان  السياسة الوطنية للمحتوى المحلي ، وتم تنفيذ برامج المحتوى المحلي في جميع القطاعات لتساهم في توطين الصناعات وتطوير وتبني رواد الأعمال، وتشجع نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة. و في إطار المبادرات المتواصلة لتحقيق نمو اقتصادي متسارع ودعم أنشطة التنويع باستكمال منظومة التغطية التمويلية والاستثمارية؛ فقد تم إطلاق صندوق عُمان المستقبل بهدف تعزيز النشاط الاقتصادي وتشجيع القطاع الخاص للدخول في شراكات تجارية أو تمويل مشاريع الاستثمارات في قطاعات التنويع الاقتصادي.

كما تم تخصيص نسبة من رأسمال الصندوق لتحفيز منظومة الاستثمار الجريء في الشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توحيد الاستثمارات الحكومية تحت مظلة جهاز الاستثمار العماني لرفع كفاءة الاستثمارات الحكومية التي أصبحت تقوم بدور متزايد وفعال في دعم آفاق التنويع والاستثمار في المشاريع الاستراتيجية وزيادة مصادر الدخل للدولة.

وتبرز هذه الفعالية الجهود والسياسات التي تنفذها سلطنة عُمان للانتقال إلى مرحلة جديدة من التنمية واستدامة النمو، من خلال منظومة متكاملة تستهدف تنفيذ المسارات التي حددتها ورسمت أهدافها رؤية عُمان 2040 عبر خطط وبرامج تدعم تنفيذ وتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة في كل مكان وعدم ترك أحد أو مكان خلف الركب ، وإيجاد حلول مستدامة للتغير المناخي للوصول بسلطنة عُمان إلى هدف الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.

وقدمت فاعلية “عُمان مستقبل مستدام” بعضا من المبادرات التي تركز بشكل مباشر على أهداف التنمية المستدامة ومنها الهدف الرابع عشر والمعني باستدامة وتعزيز الحياة تحت الماء والموارد المائية خاصة مصائد الأسماك ذات الطابع الاقتصادي وصون البيئة والحياة الفطرية، وتعزيز الشراكات نحو مجتمعات مستدامة، والهدف الخامس عشر من أهداف التنمية المستدامة والمعني بالحياة في البر والحفاظ على استدامتها، من خلال تطوير وتحديث الخطط والاستراتيجيات والتشريعات الوطنية والتوعية المجتمعية بالحياة البرية واعداد التقارير الدورية لمتابعة الاتفاقيات الدولية التي انضمت لها سلطنة عُمان.

وعلى هامش أعمال المنتدى ، استقبل سعادة الدكتور فرانسيس دينيس رئيس الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد ، كما اجتمع معاليه مع وفد وكالة الطاقة الدولية ، للحديث حول سبل التعاون المشتركة في المجالات المتعلقة بالتنمية المستدامة.