اقتصاد

سعر الفضة يقترب من 80 دولارًا للمرة الأولى في التاريخ

هرمز نيوز: وكالات

Advertisement

سعر الفضة يواصل تحقيق قفزات تاريخية غير مسبوقة، بعدما اقترب من مستوى 80 دولارًا للأونصة للمرة الأولى منذ بدء تداول المعدن النفيس في الأسواق العالمية، في ظل موجة صعود شاملة تشهدها المعادن النفيسة بنهاية العام، مدفوعة بعوامل اقتصادية وسياسية معقدة، وتوقعات قوية بخفض أسعار الفائدة الأميركية خلال الفترة المقبلة.

وسجل سعر أونصة الفضة، اليوم السبت، نحو 79.1 دولارًا للأونصة (31.1 غرامًا)، وهو أعلى مستوى تاريخي تسجله الفضة على الإطلاق. وفي السياق ذاته، واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة، ليصل إلى 4532 دولارًا للأونصة، ما يعكس تحوّلًا واسعًا في توجهات المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.

Advertisement

أداء تاريخي غير مسبوق للفضة والذهب

منذ بداية شهر يناير، ارتفع سعر الفضة بنسبة تقارب 158%، في حين صعد سعر الذهب بنحو 70%، ليسجلا بذلك أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979، وفق بيانات الأسواق العالمية.

هذا الارتفاع اللافت يعكس حجم الضغوط التي تواجه النظام المالي العالمي، ويؤكد أن المستثمرين باتوا أكثر ميلًا للتحوّط من المخاطر عبر الأصول الآمنة، وعلى رأسها الفضة والذهب، بعد سنوات من الاعتماد على أدوات الدين التقليدية.

التوترات السياسية تدفع سعر الفضة للصعود

توتر سياسي عالمي

أحد أبرز العوامل التي ساهمت في ارتفاع سعر الفضة هو تصاعد التوترات الجيوسياسية، لا سيما بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بعدما نشرت واشنطن قوات عسكرية كبيرة في منطقة البحر الكاريبي، وفرضت حصارًا بحريًا على كاراكاس.

كما وجهت الولايات المتحدة اتهامات مباشرة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتمويل ما وصفته بـ”الإرهاب المرتبط بالمخدرات”، وهو ما زاد من حدة القلق في الأسواق العالمية، ودفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة.

خفض الفائدة الأميركية وتأثيره على سعر الفضة

توقعات قوية بتيسير نقدي

تلعب السياسة النقدية الأميركية دورًا محوريًا في حركة سعر الفضة، حيث دفعت التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل المستثمرين إلى تقليص اعتمادهم على سندات الخزانة الأميركية ذات العائد الثابت.

ومع انخفاض العوائد المتوقعة على أدوات الدين، زاد الإقبال على الذهب والفضة كأدوات تحوط فعّالة ضد التضخم وتقلبات الأسواق.

ونقلت وكالة رويترز عن جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى بنك “يو بي إس” السويسري، قوله إن احتمال خفض أسعار الفائدة الأميركية لا يزال يدعم الطلب على الذهب والفضة، وهو ما ساهم في دفع أسعارهما إلى مستويات قياسية جديدة.

القلق من الديون وفقاعة الذكاء الاصطناعي

أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن المستثمرين يشعرون بقلق متزايد إزاء تصاعد الدين العام للدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إضافة إلى المخاوف من تشكّل فقاعة محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي.

وشهد قطاع الذكاء الاصطناعي خلال عام 2025 ضخ استثمارات ضخمة تجاوزت 375 مليار دولار عالميًا، وفق بيانات موقع فوربس، وهو ما أثار مخاوف من تكرار سيناريوهات فقاعات استثمارية سابقة.

أسباب رئيسية وراء قفزة سعر الفضة

أولًا: الطلب الصناعي المتزايد

لا يقتصر الطلب على الفضة على صناعة المجوهرات والعملات فقط، بل يشهد سعر الفضة دعمًا قويًا من الاستخدامات الصناعية، خاصة في القطاعات التكنولوجية المتقدمة.

وتدخل الفضة بشكل أساسي في:

  • بناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي

  • صناعة السيارات الكهربائية

  • الألواح الشمسية

  • الصناعات الإلكترونية الدقيقة

وهي قطاعات سجلت نموًا متسارعًا خلال العام الماضي.

ثانيًا: إدراج الفضة كمعادن استراتيجية

قامت الولايات المتحدة مؤخرًا بإدراج الفضة ضمن قائمة المعادن الاستراتيجية، ما عزز من مكانتها الاقتصادية ورفع من مستويات الطلب عليها في الأسواق العالمية.

محدودية المعروض العالمي من الفضة

على جانب العرض، يواجه سعر الفضة دعمًا إضافيًا نتيجة نقص الإمدادات المتاحة في الأسواق، حيث إن الفضة غالبًا ما تُستخرج كمنتج ثانوي أثناء تعدين معادن أخرى مثل النحاس والزنك.

هذا الأمر يحدّ من قدرة شركات التعدين على زيادة الإنتاج بسرعة استجابة لارتفاع الطلب، ما يؤدي إلى فجوة بين العرض والطلب، تدفع الأسعار إلى مزيد من الصعود.

توقعات سعر الفضة في 2026

في ضوء استمرار:

  • تصاعد الطلب الصناعي

  • محدودية المعروض

  • التوترات الجيوسياسية

  • توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية

يرى محللون أن سعر الفضة مرشح لمواصلة موجة الصعود خلال عام 2026، مع احتمالات تسجيل مستويات قياسية جديدة إذا استمرت الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى