مسيرة التعليم عبر سنين النهضة
بقلم : سعيد الشعيلي
” سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة ” عبارة استلهمنا منها أهمية الحرص على التعليم بأى كيفية وفي أى مكان حتى لو لم يكن ذلك المكان مهيئا لتعليم النشء ، المهم هو التعليم والتعلم ، ذلك الخطاب كان من لدن باني النهضة – طيب الله ثراه – عهد قطعه على نفسه بتعليم أبناء هذا الوطن، وعد فأوفى ولم يرحل إلا وربوع عمان من أقصاها إلى أدناها تزخر بصروح علمية شيدت لتعليم أبناء عمان ، كل ذلك تحقق بفضل الرعاية الأبوية السامية لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – طيب الله ثراه – وذلك من خلال الخطط الخمسية المتتالية ، الخطة الخمسية الأولى ركزت على بناء المدارس ونشر التعليم بأقصى سرعة في ربوع عمان قاطبة ، ثم تلتها الخطة الخمسية الثانية مكملة لسابقتها ، ثم الخطتان الثالثة والرابعة ، وجاءت الخطة الخمسية الخامسة لتركز على الكيف في التعليم بعد أن انتهينا من مرحلة البناء ، وهنا كان للتعليم الإلكتروني دور ملموس في مدارس السلطنة ومؤسساتها الأكاديمية والكليات والجامعات وصروح العلم قاطبة ، ومن ثم انتقلنا إلى التعليم الإلكتروني فكان إعداد المعلم لهذا الدور ، وها نحن اليوم في العام 2020 نقف على عتبة تعليم جديد ، وهو مايسمى التعليم عن بعد ، أوالتعليم المدمج فهل ياترى معلمونا وطلابنا جاهزون لهذا النوع من التعليم؟! ، وهل هناك من مشاكل تعليمية أكاديمية؟ ، أو مشاكل تعليمية سلوكية تقف عائقاً في سبيل المضي قدماً في هذا النوع من التعليم ، وإذا كان ثمة نجاح أكاديمي للتعلم عن بعد ، فهل هناك مؤشر سلوكي في ظل غياب المعلم الحاضر بالحصة الدراسية كشاهد عيان على مايقدم للطالب من معارف وقيم أخلاقية مختلفة ، كقيمة الصدق والأمانة ، وكيف له كمربٍ أن يقيس هاتين القيمتين وغيرهما من قيم التعليم والتعلم في ظل التعليم عن بعد ، حيث لايتيسر له قياس الأهداف الوجدانية والنفسية في هذا المضمار.