كرسي الإيسيسكو يسلّط الضوء على بناء الثقة الأخلاقية في عصر التعليم الرقمي
مسقط : هرمز نيوز
شاركت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، ممثلة بكرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، في أعمال الملتقى التربوي الرابع بعنوان «التطوير المهني وإثراء المعرفة»، الذي نظمته مدرسة السعيدية، تحت رعاية سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم.
وقدّم الدكتور مصعب الراوي، مدير كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالجامعة، الجلسة الرئيسة للملتقى بعنوان «الفصل الدراسي الرقمي: بناء الثقة الأخلاقية في عصر الذكاء الاصطناعي»، مستعرضًا التحولات المتسارعة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي.
وأشار الدكتور الراوي إلى أن تقارير دولية حديثة تؤكد تصاعد اعتماد المعلمين على أدوات الذكاء الاصطناعي في عمليات التصحيح، وتقديم التغذية الراجعة، والإرشاد الأكاديمي، وتحليل البيانات التعليمية، بما يسهم في تحسين كفاءة العملية التعليمية ورفع جودة المخرجات.
وأوضح أن هذه التقنيات، رغم ما توفره من فرص واعدة، تفرض في المقابل تحديات أخلاقية متزايدة، تتعلق بالتحيز، وحماية الخصوصية، والشفافية، وآليات المراقبة، مؤكدًا أن مستقبل التعليم لا يقوم على تبنّي التكنولوجيا فحسب، بل على ترسيخ مبادئ الحوكمة الأخلاقية وضمان الإشراف البشري في القرارات التعليمية الحساسة، لاسيما ما يرتبط بتقييم الطلبة، والانضباط المدرسي، وإدارة البيانات التعليمية.
كما استعرض أبرز التوجهات والسياسات الدولية التي تصنّف أنظمة الذكاء الاصطناعي التعليمية ضمن التقنيات عالية الخطورة، داعيًا المؤسسات التعليمية إلى تبنّي خطوات استباقية، من بينها إنشاء لجان متخصصة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، واعتماد سياسات واضحة للاستخدام المسؤول، ورفع مستوى الوعي والثقافة الرقمية لدى المعلمين، إلى جانب تعزيز الشفافية والتواصل مع الطلبة وأولياء الأمور.
واختتم الدكتور مصعب الراوي الجلسة بالتأكيد على أن الالتزام بالأطر الأخلاقية يسهم في توظيف الذكاء الاصطناعي للحد من الفاقد التعليمي، ودعم الطلبة من الفئات الأقل حظًا، وتعزيز جودة التعليم، محذرًا من أن غياب هذه الأطر قد يؤدي إلى اتساع فجوة عدم المساواة وتقويض الثقة في أنظمة التعليم مستقبلًا.
