كرسي الإيسسكو يسلّط الضوء على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم

مسقط : هرمز نيوز

شاركت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، ممثلة بكرسي الإيسسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، في أعمال الملتقى الدولي السنوي الخامس للمجموعة البحثية للإدارة والقيادة التربوية، الذي استضافته جامعة السلطان قابوس أمس الاثنين الموافق 8 ديسمبر 2025، تحت شعار: «إعادة تشكيل التعليم من أجل مستقبل مستدام بقيادة مبتكرة وملهمة»، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والقيادات التربوية من مختلف دول المنطقة والعالم.

وفي إطار فعاليات الملتقى، قدّم الدكتور مصعب الراوي، مدير كرسي الإيسسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ورشة عمل متخصصة بعنوان «أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم»، استعرض خلالها أبرز التوجهات العالمية في توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات التعليمية، إلى جانب الأطر الأخلاقية والمعايير المهنية الكفيلة بضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات الحديثة.

وسلّط الراوي الضوء على عدد من التحديات والمخاطر الناشئة المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، من بينها التحيّز الخوارزمي، وحماية الهوية الرقمية للطلبة، والتغير المتسارع في الأدوار التربوية بين الإنسان والآلة، مؤكدًا أن مستقبل التعليم يعتمد على تحقيق توازن دقيق بين الابتكار التكنولوجي والضوابط الأخلاقية. كما شدّد على ضرورة بناء ثقافة رقمية واعية داخل المدارس والجامعات، وتعزيز قدرات الهيئات التدريسية للتعامل مع الأدوات الذكية وفق مبادئ الحوكمة المسؤولة.

وفي السياق ذاته، قدّمت الأستاذة الدكتورة ميمي السيد أحمد إسماعيل، عضو فريق كرسي الإيسسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وأستاذة مساعدة بقسم الدراسات التربوية بكلية التربية بالرستاق، بالتعاون مع الدكتور سعيد بن سالم السنيدي، رئيس قسم الدراسات التربوية بالجامعة، ورقة بحثية بعنوان «التأثير الوسيط المحتمل للأخلاقيات الرقمية في العلاقة بين تكنولوجيا الواقع الافتراضي والتفكير الابتكاري المستدام لدى طلبة الجامعة».

وتناولت الورقة البحثية استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي بوصفها إحدى أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، وأبرز التحديات والإشكاليات الأخلاقية المرتبطة بها، إلى جانب دورها في دعم التفكير الابتكاري وتحقيق الابتكار المستدام. كما سلّطت الدراسة الضوء على مفهوم الأخلاقيات الرقمية ودورها كمتغير وسيط يؤثر في العلاقة بين تكنولوجيا الواقع الافتراضي والتفكير الابتكاري المستدام.

وحظيت الورقة البحثية بتفاعل واسع من المشاركين، حيث قدّمت طرحًا تطبيقيًا حول توظيف البرامج الإحصائية في قياس التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لاستخدام تقنيات الواقع الافتراضي في ظل حضور الأخلاقيات الرقمية، بما يسهم في تطوير ممارسات تعليمية أكثر وعيًا واستدامة.

كما شهدت ورشة العمل تفاعلًا لافتًا من الحضور، إذ طرحت رؤية عملية لآليات دمج الذكاء الاصطناعي في بيئات التعلم بما يعزز جودة التعليم ويدعم الابتكار، مع الحفاظ على القيم الأخلاقية وحماية الحقوق الرقمية للمتعلمين.