تعليم

في إطار المكرمة السلطانية .. طلبة “التقنية والعلوم التطبيقية” يختتمون برنامجهم العلمي في الصين

كتبت: جنان آل عيسى

Advertisement

عاد إلى أرض الوطن الوفد الأول من طلبة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعد اختتام رحلته العلمية إلى العاصمة الصينية بكين، ضمن برنامج المكرمة السلطانية للرحلات الطلابية، والذي يأتي تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه. ويستهدف البرنامج هذا العام ثلاث وجهات رئيسية هي: بكين وشنغهاي في جمهورية الصين الشعبية، وروسيا.

وقد شكّلت الرحلة الأولى إلى بكين محطة معرفية وثقافية مميزة، استمرت لعدة أيام وأسهمت في توسيع آفاق الطلبة وتعزيز فهمهم لمجالات الابتكار والتكنولوجيا والثقافة العالمية.

Advertisement

طلبة

محطات علمية رائدة

تضمن البرنامج عددًا من الزيارات الميدانية المهمة، على رأسها زيارة المقر الرئيسي لشركة هواوي، إحدى أكبر شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم. وقد تعرّف الطلبة خلال الزيارة على أبرز ما توصلت إليه الشركة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، والحوسبة السحابية، والمدن الذكية، والتعليم الإلكتروني، إضافة إلى الاطلاع على نماذج تطبيقية لمشاريع تقنية نُفذت عالميًا.

كما زار الوفد مدينة تيانجين عبر قطار الرصاصة الصيني فائق السرعة، الذي يختصر زمن الرحلة إلى نحو 30 دقيقة فقط وسط مناظر طبيعية آسرة. وفي حديثها عن التجربة، قالت الطالبة تقوى بنت سيف الرواحية:

طلبة

“أبهرتني الرحلة بالقطار السريع، لقد كانت تجربة مذهلة مررنا خلالها بمناظر خلابة واكتشفنا جمال مدينة تيانجين حيث تتلاقى العمارة الصينية التقليدية والأوروبية الكلاسيكية في مشهد حضاري متجدد.”

من جهتها وصفت الطالبة رغد بنت أحمد العجيلية تيانجين بأنها مدينة تجمع بين الحداثة والتراث، مشيرة إلى شارع الثقافة الإيطالي، وجسر جوليانغ المضيء، والتكنولوجيا الذكية التي تعزز استدامة الحياة فيها.

وفي ذات المدينة، زار الطلبة مصنع Airbus A320 للطائرات، حيث اطلعوا على خطوط الإنتاج والتقوا بمهندسين مختصين. كما زاروا مركز BYD-D Space التابع لشركة BYD الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية.

طلبة

وقال الطالب فراس بن محمد الزدجالي: “زيارتنا لمصنعي الطائرات والسيارات عززت فهمي للتطور الهندسي في الصين. كانت تجربة تفاعلية ومباشرة وغنية بالمعرفة.”

تراثٌ إمبراطوري وتجارب ثقافية

لم تغب المحطات الثقافية عن جدول الزيارة؛ فقد شملت الجولة زيارة القصر الصيفي في بكين، أحد أهم معالم التاريخ الإمبراطوري الصيني.

وتقول الطالبة ريم بنت حارث النبهانية عن تجربتها هناك: “شعرت وكأنني عبرت بوابة الزمن نحو عصور الإمبراطوريات. تفاصيل العمارة، الحدائق، والبحيرة الصافية كلها تنطق بالتاريخ، وتمنح الزائر إحساسًا عميقًا بالسلام.”

كما زار الوفد المدينة الأولمبية التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية 2008، حيث ضمّت الجولة استاد “عش الطائر”، والمسبح الوطني “المكعب المائي”، والحدائق المحيطة بهما. ووصفت مسؤولة الرصد الإعلامي بالرحلة الأجواء بقولها:

“المكان ينبض بتاريخ رياضي عالمي. رؤيتنا للمرافق الأولمبية أعادت إلى الأذهان مشاهد المنافسات الكبرى، لكنها على أرض الواقع تروي حكاية أعظم عن التصميم والإصرار.”

طلبة

التكنولوجيا الذكية… من النطق إلى الذكاء الاصطناعي

اختتم الوفد جولاته بزيارة شركة تقنيات النطق الذكي والذكاء الاصطناعي، حيث تعرّف الطلبة على آخر ما توصّلت إليه الشركة في مجال التعرف على الصوت وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وأشار الطالب المنتصر بن ناصر الكلباني إلى أن هذه الزيارة أثرت معارفه كتخصصي في الهندسة، وعززت فهمه لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير مستقبله المهني.

إعداد جيل يواكب العالم

وحول أهمية هذه الرحلة، أوضح محمد بن خلفان المياحي، أخصائي النشاط الرياضي والمشرف على الطلبة، أن مثل هذه التجارب تصقل شخصية الطالب الجامعي، وتعدّه ليكون جزءًا فاعلًا في تحقيق رؤية “عُمان 2040″، من خلال اكتساب مهارات المستقبل والوعي بالتحولات العالمية.

وأضاف: “نأمل أن يشكّل هؤلاء الطلبة مصدر إلهام لزملائهم، وأن يدفعوا عجلة التميز الأكاديمي والأنشطة الطلابية في الجامعة.”

لمسة ترفيهية

ولم يغفل البرنامج الجانب الترفيهي؛ حيث زار الطلبة يونيفرسال استوديو بكين، واستمتعوا بعروض تفاعلية وتجارب سينمائية عالمية. كما شملت الرحلة جولات في الأسواق التقليدية والتجارية، لتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي.

طلبة

كما شملت الرحلة زيارة إلى المدينة الأولمبية في بكين، التي تضم استاد “عش الطائر” الشهير، والمسبح الوطني المعروف بـ”المكعب المائي”، إلى جانب مساحات خضراء ومرافق متعددة تعكس تميز التصميم العمراني واهتمام الصين بالتفاصيل البيئية والرياضية. وقد أبدى الطلبة إعجابهم بالمكان، مشيرين إلى أن التجول في هذه المرافق أعاد إلى أذهانهم مشاهد من دورة الألعاب الأولمبية لعام 2008، التي تابعوها عبر الشاشات، لكن رؤيتها على أرض الواقع أضفت بُعدًا جديدًا لتقدير حجم الجهد المبذول في تنظيم حدث رياضي بهذا المستوى، واستشعار روح التحدي والإصرار التي رافقت تلك اللحظات العالمية.

وتعتزم الجامعة خلال الفترة المقبلة استكمال البرنامج عبر إرسال دفعات طلابية جديدة إلى الوجهات المتبقية في شنغهاي وروسيا، ضمن برنامج المكرمة السلطانية، دعماً لمسارات الابتكار والتعلّم التجريبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى