تعزيزًا للتبادل الأكاديمي.. طلبة “التقنية والعلوم التطبيقية” يطّلعون على الإرث العلمي والثقافي لموسكو

كتبت : نصرة المعمرية
في إطار تعزيز العلاقات الأكاديمية الدولية وتبادل الخبرات بين مؤسسات التعليم العالي، نظّم وفد من طلبة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية زيارة علمية إلى الجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإنسانية، إحدى أعرق وأكبر الجامعات المتخصصة في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والمعلوماتية على مستوى روسيا والعالم.
وقد كان في استقبال الوفد الدكتورة فيرا زابوتكين، نائبة رئيس الجامعة للعلاقات الدولية، التي قدّمت نبذة شاملة عن تاريخ المؤسسة التي تأسست في 27 مارس 1991، مشيرة إلى أنّ الجامعة تضم حاليًا 16 كلية و9 فروع داخل روسيا وخارجها، وتقدم أكثر من 150 برنامجًا أكاديميًا لقرابة 50 ألف طالب، نصفهم يدرسون في الحرم الجامعي الرئيسي بالعاصمة موسكو.
وأكدت زابوتكين على أهمية هذه الزيارة التي تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الأكاديمي والبحثي بين المؤسستين، مشيرة إلى استعداد الجامعة الروسية لتفعيل برامج تبادل طلابي وتنظيم دورات قصيرة في تخصصات نوعية مثل اللغة والإعلام والتاريخ. كما كشفت عن توقيع الجامعة لأكثر من 100 اتفاقية شراكة مع مؤسسات تعليمية حول العالم، الأمر الذي يعزز انفتاحها على التجارب الدولية.
من جانبه، استعرض الدكتور أحمد بن عبدالله البلوشي، رئيس وفد الجامعة العمانية، مسيرة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية التي تُعد اليوم أكبر مؤسسة للتعليم العالي في سلطنة عُمان، إذ تضم 11 فرعًا في مختلف المحافظات، ويزيد عدد طلابها على 48 ألفًا، موزعين على برامج أكاديمية تشمل الهندسة والتكنولوجيا وعلوم الحاسوب والمعلومات والاقتصاد والتربية والعلوم التطبيقية والصيدلة وغيرها.
وأشار الدكتور البلوشي إلى توجه الجامعة نحو بناء شراكات دولية استراتيجية مع الجامعات والمراكز البحثية العالمية، بما يسهم في تعزيز الفرص الأكاديمية والتبادل الطلابي، وتشجيع مشاريع بحثية مشتركة بين الباحثين العمانيين والروس.
وضمن جدول الزيارة، اطلع الطلبة على نموذج عملي للصناعات الغذائية من خلال زيارة ميدانية إلى أحد مصانع الحلويات في موسكو، حيث تعرفوا على مراحل الإنتاج والمعايير الصحية والجودة المتبعة، كما شاركوا في تجربة عملية لصناعة إحدى منتجات المصنع، مما أتاح لهم ربط الجانب النظري بالتطبيق الواقعي.
كما تضمنت الزيارة جولة ثقافية في مشروع مترو موسكو العريق، الذي افتتح أول خط له عام 1935، ويُعد اليوم تحفة معمارية تضم 17 مسارًا و250 محطة، تميّزت بتصاميم فنية مذهلة جمعت بين الرخام والثريات واللوحات الجدارية، الأمر الذي جعل محطاته تُعرف بـ”قصور الشعب”، لما تحمله من رموز حضارية وجمالية تعكس هوية المدينة.
وقد عبّر الطلبة عن إعجابهم بما شاهدوه من تطور علمي وتاريخي ومعماري في العاصمة الروسية، مشيرين إلى القيمة المعرفية التي أضافتها هذه الرحلة إلى تجربتهم التعليمية، وأهمية الانفتاح على الثقافات والمؤسسات الدولية.