التعليم الإلكتروني ودور المربي
بقلم : سعيد الشعيلي
كيف لنا أن نستعيد دور المربي الموكول لوزارة التربية في ظل التعليم عن بعد؟
إن الأمم مهما صغرت أو عظمت ومهما كان نظامها معقداً أو بسيطاً لابد أن تسيطر على تربية أجيالها ، لأنها لا تستطيع أن تدعي القيام بهذه المهمة بغير رقابة وتنسيق وتحديد ، كما لايجوز أن تتركها نهباً لأهواء بعض الأفراد أو تتركها للمصادفات والأمزجة ، فالأمم في العادة تحقق أغراضها وتبلغ أهدافها وتصل إلى غايتها عن طريق التربية التي تراها مناسبة لها ، ولاستثمارها ، وتقدمها ، وتطورها ، وديمومتها.
لذلك وجب علينا المحافظة على هذه المبادئ ، والقيم السلوكية ، ورعايتها حق الرعاية ، تعهداً منا بالمتابعة والتقصي والسؤال ، وأن نتقمص دور المرشد النفسي والأخصائي الاجتماعي والموجه المهني ، وغيرهم من التربويين ، بالإضافة إلى الدور الأبوي ، والحنان الأسري في ظل مايسمى بالتعلم عن بعد ، أو التعليم المدمج وفي غياب دور التعليم السلوكي الذي كان معولاً عليه من قبل الأسرة والمجتمع على المدرسة وكادرها الاداري والفني.
إن تركيز المربي على الحلول بدل المشكلة والتوتر والانفعال يفيد ليس مع الصغار فحسب بل يعد أسلوباً ناجحاً مع الكبار أيضاً سواء كانوا مراهقين أو شبابا.
إن مواجهة السلوكيات المزعجة بعقلية البحث عن الحلول والتركيز عليها لاتجنب الأسرة العديد من المشكلات والازعاج؛ مثل الصراخ الشديد والعناد والجدال فحسب بل تربط العلاقات الأسرية بحبل متين وتوطدها وتقويها، وهذا ما تسعى إليه الأسر في الوقت الراهن في ظل التواجد اللامحدود من الأبناء على مختلف شرائحهم العمرية والتعليمية وفي ظل الغياب لدور الراعي الاسمى المتمثل في الكادر الاداري والفني بمدارس وزارة التربية والتعليم.
إن ممارسة استراتيجية (ركز على الحلول) مع الكبار لاتختلف عنها مع الصغار لكن تتضح أهميتها بصورة أكبر مع الكبار فالأطفال غالباً ماتكون دوافع سلوكهم المزعجة من داخلهم ولايفكرون إلا نادراً في احداث قلق وتوتر لدى الوالدين ، بينما الكبار يمكنهم استغلال انفعال الوالد وتوتره كنقطة ضعف في علاقتهم بالوالد فيتحول دافع سلوكهم المزعج إلى انتقام من الكبار (الوالدين) أو ردة فعل غير محمودة من قبل (الأولاد).
عليه وجب علينا كمربين أن نتقمص الأدوار المهنية المدرسية ونسعى باحثين عن الحلول المناسبة لإخراج أنفسنا أولاً من مأزق السلوك المزعج من الأبناء ونغرس فيهم مبادئ التعاون والمحبة والألفة الأسرية ، وأن يكون شعارنا جميعا (معاً من أجل تعلم أفضل في ظل جائحة كورونا) وأن ننظر للأمر من زاوية كيف نرتقي بتعلم أبنائنا لا من زاوية التثبيط والتركيز على السلبيات وأن نستشرف المستقبل للتعليم الالكتروني بما يخدم الأهداف التربوية والسلوكية للمتعلمين.