الغرفة تنظم حلقة عمل حول تمكين الموردين في سلطنة عُمان عبر منصة الأمم المتحدة
بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)
مسقط : هرمز نيوز
نظمت غرفة تجارة وصناعة عُمان بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حلقة عمل بعنوان: “من السوق المحلي إلى العالمي: تمكين الموردين في سلطنة عُمان عبر منصة الأمم المتحدة”، وذلك في المقر الرئيسي للغرفة بمسقط، بحضور زكريا بن عبدالله السعدي الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة عُمان، وسعادة الدكتور ثائر ياسين رئيس بعثة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في سلطنة عُمان، وعدد من أصحاب الأعمال وممثلي المؤسسات الحكومية والخاصة، وخبراء دوليين من المنظمة.
أهداف الحلقة
هدفت الحلقة إلى تعريف الشركات العُمانية بفرص الأعمال التي تتيحها منظومة الأمم المتحدة خارج حدود السوق المحلية، ورفع وعي الموردين بآليات التسجيل على منصة UNGM ومعايير التقييم في المناقصات الدولية، إضافة إلى بناء قدرات الموردين على إعداد عروض فنية ومالية متكاملة تلبي متطلبات المنظمات الدولية. كما ركزت الحلقة على تعزيز مفهوم المشتريات المستدامة من خلال دمج البعدين البيئي والاجتماعي في تقييم العروض.
وتأتي هذه المبادرة في إطار التوجهات الاستراتيجية لغرفة تجارة وصناعة عُمان الرامية إلى تحسين بيئة الأعمال وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 نحو اقتصاد متنوع ومستدام.
تمكين الموردين العُمانيين
أكد زكريا بن عبدالله السعدي الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة عُمان أن تنظيم هذه الحلقة يأتي ضمن الجهود المستمرة لتعزيز دور القطاع الخاص وتمكين مؤسساته من الاستفادة من الفرص الإقليمية والدولية، عبر بناء شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية الداعمة للتنمية الاقتصادية.
وأشار السعدي إلى أن الغرفة تولي اهتمامًا خاصًا بتنمية قدرات الموردين والمصنّعين العُمانيين وتأهيلهم للوصول إلى أسواق جديدة، مؤكدًا أن التعاون مع منظمة “الفاو” يمثل خطوة مهمة لتوطيد العلاقات مع المؤسسات الدولية ونقل المعرفة والخبرة إلى الشركات الوطنية، خصوصًا في مجال التسجيل والمشاركة في المناقصات الدولية وفق المعايير العالمية.
واختتم السعدي كلمته بالتأكيد على أن الغرفة ماضية في تنفيذ برامج ومبادرات نوعية تعزز تنافسية القطاع الخاص، وتمكّنه من أن يكون شريكًا فاعلًا في تحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد مندمج مع الاقتصاد العالمي.
نحو سوق عالمي
من جانبه، أوضح سعادة الدكتور ثائر ياسين، رئيس بعثة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في سلطنة عُمان، أن هذه الحلقة تأتي ثمرة للتعاون المشترك بين “الفاو” والغرفة، مشيرًا إلى أن منظومة الأمم المتحدة تُعدّ من أكبر المشترين في العالم، إذ تجاوزت قيمة مشترياتها في عام 2024 نحو 25 مليار دولار أمريكي موزعة على أكثر من 220 دولة وإقليم.
وأضاف سعادته أن هذا الحجم الهائل من العقود يمثل فرصة كبيرة أمام الموردين في سلطنة عُمان للدخول إلى سوق عالمية تتسم بالشفافية والتنوع والممارسات المستدامة، مؤكدًا أن نسبة مشاركة الشركات العُمانية لا تزال محدودة، إذ لا تتجاوز 0.06% من إجمالي الموردين العالميين المسجلين في منصة الأمم المتحدة (UNGM).
وأشار إلى أن أهمية هذه الحلقة تكمن في كونها منصة عملية لتعزيز جاهزية الموردين وتمكينهم من التسجيل والمشاركة بفاعلية في المناقصات الأممية وفهم آليات إعداد العروض الفنية والمالية.
أوراق العمل
تضمنت الحلقة تقديم عدد من أوراق العمل التي تناولت الجوانب الفنية والإجرائية للمشتريات الأممية، من بينها ورقة حول دور منظمة “الفاو” في سلطنة عُمان وآليات استفادة الموردين المحليين من فرص الشراكة معها. كما استعرضت الورقة أبرز مبادرات المنظمة في السلطنة مثل مشاريع تعزيز تربية النحل، وإنتاج الجبن من الإبل، وتحسين إنتاج الدواجن، إلى جانب مجالات المشتريات المطلوبة من الموردين الوطنيين.
أما الورقة الثانية، فسلّطت الضوء على أنواع المناقصات وآليات التقييم الفني والمالي لدى “الفاو”، موضحةً أنواع الطلبات مثل: RFQ وITB وRFP وREOI، وكيفية إعداد العروض الفنية وفقًا لمعايير التقييم التي تعتمد 70% للتقييم الفني و30% للتقييم المالي.
في حين تناولت الورقة الثالثة كيفية إعداد عرض فني ومالي متكامل يستوفي متطلبات المناقصات الدولية، وأكدت على أهمية تقديم منهجية تنفيذ واضحة وخطة عمل دقيقة مع إبراز خبرات الفريق، إلى جانب إعداد عرض مالي شفاف ومفصل.
أما الورقة الرابعة فتناولت مفهوم المشتريات المستدامة في منظمة “الفاو” وأهميتها في تقييم الموردين، مشيرة إلى ضرورة التزام الشركات بالممارسات البيئية والاجتماعية الرشيدة مثل استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير ودعم العمالة المحلية.
لقاءات ثنائية
وعلى هامش الحلقة، عُقدت لقاءات ثنائية بين أصحاب الأعمال وممثلي منظمة “الفاو”، أتاحت للمشاركين فرصة التعرف المباشر على ممثلي المنظمة والحصول على استشارات عملية حول آليات التسجيل والمشاركة في المناقصات الأممية. كما ساهمت اللقاءات في تبادل الخبرات وبناء شبكات تواصل دولية تعزز من قدرة الموردين العُمانيين على توسيع نطاق أعمالهم من السوق المحلي إلى الأسواق العالمية عبر منظومة الأمم المتحدة.
