الاستثمارات الأجنبية في عُمان تحقق قفزة نوعية نحو المستقبل

مسقط : وكالات
شهدت سلطنة عُمان خلال السنوات الخمس الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث تجاوزت نسبة النمو 17.6%، ليصل إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 26.677 مليار ريال عُماني حتى الربع الثالث من عام 2024.
يعكس هذا النمو المتسارع نجاح السلطنة في تعزيز جاذبيتها كمركز استثماري عالمي، بفضل بيئة استثمارية متطورة، وبنية تحتية متكاملة، ومبادرات استراتيجية تستهدف تحفيز رؤوس الأموال الأجنبية.
إصلاحات اقتصادية تعزز الثقة الاستثمارية
أسهمت التوجيهات السامية للسلطان هيثم بن طارق في ترسيخ نهج اقتصادي طموح، يقوم على تطوير البيئة الاستثمارية وتوفير مناخ أعمال تنافسي. وتدل المؤشرات الإيجابية على نجاح الاستراتيجيات المتكاملة التي انتهجتها السلطنة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، من خلال إجراءات تحفيزية، وتسهيلات تنظيمية، وحوافز اقتصادية.
وفي هذا السياق، يُعَد استكمال إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة خطوة مهمة نحو تعزيز بيئة قانونية مستقرة، تشجع المستثمرين وتوفر لهم الضمانات اللازمة. كما تواصل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تنفيذ مبادرات داعمة تهدف إلى تبسيط إجراءات ممارسة الأعمال، وتقديم حوافز تنافسية، مما يعزز من ديناميكية القطاع الاستثماري.
تنويع الاقتصاد واستقطاب الاستثمارات النوعية
يمثل تطوير البيئة الاستثمارية والتجارية إحدى الأولويات الرئيسية لدفع عجلة التنمية المستدامة، حيث تعمل الحكومة العُمانية على تنويع الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة عبر مجموعة من المبادرات الطموحة. ومن بين هذه المبادرات، مراجعة سياسات الاستثمار وقوانينه، وتقييم الحوافز، إضافةً إلى الترويج للمشاريع الاستثمارية عبر المشاركات المحلية والإقليمية والدولية، وتنفيذ حملات تسويقية لجذب المستثمرين.
كما يتم تعزيز الفرص الاستثمارية عبر دراسات جدوى دقيقة، لتقديمها إلى المستثمرين ضمن القطاعات المستهدفة، بما يسرّع من تدفق الاستثمارات الأجنبية ويسهم في تعزيز الإيرادات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، مما ينعكس إيجابًا على ثقة المستثمرين ويدعم تنافسية السلطنة عالميًا.
القطاعات الواعدة في إطار رؤية “عُمان 2040”
تركّز السلطنة في المرحلة الحالية على تطوير قطاعات استراتيجية تتماشى مع “رؤية عُمان 2040″، وتشمل النقل واللوجستيات، الطاقة المتجددة، تقنية المعلومات، الأمن الغذائي، السياحة، التعدين، والصناعات. كما تحظى القطاعات المساندة، مثل الاقتصاد الدائري، الصحة، والتعليم، بأهمية كبيرة لدعم مسيرة التنمية المستدامة.
وفي إطار الجهود المستمرة لتسهيل بيئة الأعمال، قامت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بإطلاق منصة “استثمر في عُمان”، التي تُعد نافذة رقمية موحدة توفر معلومات شاملة حول الفرص الاستثمارية في السلطنة. حتى الآن، تم نشر 20 فرصة استثمارية في قطاعات السياحة، التطوير العقاري، الطيران، اللوجستيات، والصناعة، كما تم تخصيص أراضٍ صناعية ضمن المدن الصناعية في الرسيل، وصحار، وسمائل، بالتعاون مع المؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن”.
ختامًا: مستقبل واعد للاستثمارات في سلطنة عُمان
تواصل سلطنة عُمان تعزيز مكانتها كمركز استثماري عالمي، مستفيدةً من استراتيجيات اقتصادية متطورة، وتسهيلات تنظيمية، وبيئة أعمال تنافسية. ومع استمرار الجهود الحثيثة لاستقطاب الاستثمارات النوعية، تبدو السلطنة في طريقها نحو تحقيق نمو اقتصادي مستدام، يرسّخ موقعها كوجهة استثمارية رائدة على مستوى المنطقة والعالم.