الأنشطة الاقتصادية في الدقم : محرك للنمو والاستثمار

مسقط : خاص

تلعب الأنشطة الاقتصادية دورًا محوريًا في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق العوائد الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث تُعد محورًا استراتيجيًا للنمو الاقتصادي واستقطاب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم. وقد ساهمت الاستثمارات المتنوعة في جعل الدقم مركزًا اقتصاديًا رائدًا على المستويين الإقليمي والدولي.

دور الأنشطة الاقتصادية في التنمية والاستثمار

يؤكد الخبراء الاقتصاديون أن الفعاليات والأنشطة الاقتصادية بالدقم تُشكل ركيزة أساسية لدفع عجلة التنمية وتعزيز العائد الاستثماري. كما تسهم هذه الأنشطة في استقطاب المستثمرين وتحفيز مختلف القطاعات الاقتصادية، مما ينسجم مع رؤية سلطنة عُمان نحو تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستثمارات المستدامة، وترسيخ مكانة الدقم كمركز استثماري وتجاري رائد في المنطقة.

ويمتد تأثير هذه الفعاليات إلى قطاعات حيوية مثل الضيافة، والنقل، والفنادق، والخدمات اللوجستية، والتجزئة. إذ تسهم المؤتمرات والمعارض في زيادة الحجوزات الفندقية، وإنعاش قطاع المطاعم، والنقل، والخدمات، مما يعزز النشاط الاقتصادي المحلي.

خلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد المحلي

يؤدي تنظيم الفعاليات الاقتصادية إلى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، سواء عبر تعيين كوادر لإدارة وتنظيم الفعاليات أو من خلال دعم أنشطة الشركات المحلية التي تقدم خدمات مساندة. وهذا يسهم في خفض معدلات الباحثين عن عمل، وتحسين مستوى المعيشة، وتعزيز تنافسية الشركات العاملة في الدقم.

كما تسهم هذه الفعاليات في تبادل المعرفة والخبرات بين الشركات المحلية والعالمية، مما يساهم في تطوير الكفاءات الوطنية، وتحسين الأداء الاقتصادي، ونقل التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز بيئة الأعمال التنافسية.

الابتكار وريادة الأعمال

تُوفر المؤتمرات والمعارض الاقتصادية منصة حيوية للابتكار وريادة الأعمال، حيث يمكن للشركات الناشئة ورواد الأعمال عرض أفكارهم أمام المستثمرين وصناع القرار، مما يسهم في إطلاق مشاريع جديدة تعزز الاقتصاد المحلي. كما تلعب الفعاليات الاقتصادية دورًا مهمًا في تعزيز السياحة الاستثمارية، حيث تستقطب الزوار والمستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية جديدة، مما يعزز استدامة التنمية الاقتصادية.

الفعاليات الاقتصادية البارزة بالدقم

شهدت المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تنظيم العديد من الفعاليات الاقتصادية الكبرى، كان من أبرزها ملتقى “الدقم بوابة المستقبل”، الذي جمع الشركات المحلية والعالمية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وصناع القرار في القطاع الحكومي، حيث أسهم في تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة في الدقم.

ويشير الخبراء إلى أن استضافة المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية تُحقق فوائد استراتيجية على ثلاثة مستويات رئيسية:

الترويج الإعلامي: تعزيز الوعي بالدقم من خلال التغطية الإعلامية المكثفة، وإيصال رسائلها الاستثمارية إلى الفئات المستهدفة.

التأثير الاقتصادي المباشر: استقطاب المشاركين من مختلف القطاعات، مما يؤدي إلى انتعاش اقتصادي واسع يشمل الفنادق، والمرافق، والخدمات المحلية، بعوائد تصل إلى 4 – 6 أضعاف الاستثمار في تنظيم الحدث.

خلق فرص عمل وتعزيز الاستدامة: تنشيط الاقتصاد الوطني عبر توفير فرص عمل جديدة في القطاعات الاستثمارية المباشرة والقطاعات الداعمة، مما يعزز من استدامة النمو الاقتصادي في الدقم على المدى الطويل.

ومن أبرز الفعاليات الاقتصادية التي استضافتها الدقم ملتقى الدقم الخامس، بشراكة من وزارة الخارجية والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، تحت عنوان “الاقتصاد الأزرق: الوجهة الجديدة للاستثمار”، بما يتماشى مع “رؤية عُمان 2040” التي تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات.

تنوع الفعاليات في الدقم

إلى جانب الفعاليات الاقتصادية، استضافت الدقم العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية، مثل بطولة الدقم للدراجات الهوائية، وبطولة العالم لالتقاط الأوتاد، وفعالية أمد الدقم التي جذبت أكثر من 20 ألف مشارك، وأسبوع الدقم الرياضي الذي حقق نجاحًا ملحوظًا. كما شهدت المنطقة تنظيم فعالية “الدقم الآن – بودكاست الدقم بوابة المستقبل”، التي سلطت الضوء على التطورات الطموحة التي تشهدها المنطقة.

مستقبل الدقم كمركز اقتصادي عالمي

مع استمرار تنظيم واستضافة الفعاليات الاقتصادية، يتوقع أن تعزز الدقم مكانتها كمحور استثماري وتجاري عالمي، مما يدعم الاقتصاد العُماني ويوفر فرصًا اقتصادية جديدة، ويُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية “عُمان 2040”.