أوكسفورد للأعمال : رؤية “عُمان 2040” تحقق تقدماً ملموساً على أرض الواقع
مسقط : هرمز نيوز
سلّط تقرير “عُمان 2025″، الصادر عن مجموعة أكسفورد للأعمال (OBG)، الضوء على التحول الاقتصادي المتسارع الذي تشهده سلطنة عُمان، مع التركيز على جهودها الحثيثة في مجال التنويع والاستدامة وتوسيع دور القطاع الخاص، ضمن إطار رؤية “عُمان 2040“.
ويُبرز التقرير نجاح السلطنة في تقليص اعتمادها على قطاع الهيدروكربونات، إذ أصبحت القطاعات غير النفطية تُمثل اليوم أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي. وشملت محاور النمو الرئيسية كلاً من: الصناعات التحويلية، واللوجستيات، والسياحة، والطاقة المتجددة.
ومن أبرز المبادرات التي تم تسليط الضوء عليها، إطلاق “صندوق مستقبل عُمان” بقيمة 5.2 مليار دولار أمريكي، والذي يُعد خطوة استراتيجية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لاسيما في القطاعات ذات النمو المرتفع.
وشهد التقرير، ولأول مرة، فصلًا مخصصًا للتجارة والاستثمار، تناول جهود السلطنة لتعزيز حضورها في التجارة العالمية، وتطوير بيئة استثمارية تنافسية. كما رصد المبادرات الرامية لتبسيط إجراءات تأسيس الأعمال، وعلى رأسها إطلاق صالة “استثمر في عُمان”، التي توفر خدمات موحدة لدعم المستثمرين.
وسجّل التقرير أداءً قويًا في تدفقات الاستثمارات الأجنبية والصادرات، مع توثيق الزخم في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والصناعات التحويلية واللوجستيات. كما استعرض توسع شبكة الاتفاقيات التجارية الدولية، والشراكات الإستراتيجية مع دول مثل الولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات، إلى جانب الشركاء الإقليميين.
وشملت التغطية كذلك مشاريع البنية الأساسية الحيوية، كتعزيز الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة، وتطوير شبكات النقل، بالإضافة إلى الدور المحوري الذي تلعبه المناطق الحرة -مثل صحار وصلالة والمزيونة والدقم- في ترسيخ الموقع التجاري للسلطنة.
كما تناول التقرير الإصلاحات المالية والتنظيمية التي تم تنفيذها لتحسين بيئة الأعمال، بما في ذلك تطبيق ضريبة القيمة المضافة وتعديلات قانون العمل، إلى جانب جهود التحول الرقمي لسد الفجوة الرقمية، والاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز التنافسية.
وفي السياق ذاته، أكّد معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، خلال مقابلته مع مجموعة أكسفورد، أن التزام سلطنة عُمان بأهداف المناخ يُسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وجذب اهتمام المستثمرين، مشددًا على ضرورة امتلاك نظام تجاري قادر على التكيف مع تحديات التغير المناخي، وضمان بيئة أعمال مستقرة وقابلة للتنبؤ.
وتعكس الرؤى الأخرى الواردة في التقرير انخراطًا عالي المستوى من عدد من المسؤولين الحكوميين، من بينهم معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العُماني، الذي تحدث عن أهمية أدوات التمويل السيادي في تعزيز النمو؛ ومعالي الدكتور خميس بن سيف الجابري، رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية “عُمان 2040″، الذي تناول التقدم المحرز في المؤشرات التنموية الرئيسية.
كما استعرض معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، الاستثمارات في قطاع البنية الأساسية، بينما سلّط معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، الضوء على جهود تطوير القطاع السياحي وتوسيع عروضه التنافسية.
وتناول معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، في مداخلته، مساهمة القطاع الزراعي في الأمن الغذائي وتعزيز الاكتفاء المحلي. فيما تحدث سعادة الشيخ عبدالله بن سالم السالمي، رئيس هيئة الخدمات المالية، عن تطورات القطاع المالي، لا سيما في ما يخص تنظيم سوق المال ودعم التمويل المستدام. كما قدّم الدكتور أفلح بن سعيد الحضرمي، المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان، رؤية متقدمة حول تكامل الطاقة التقليدية والمتجددة في مزيج الطاقة الوطني.
من جهتها، أكدت دانا كارمن أغاربشيان، مديرة مكتب OBG في السلطنة، أن التقرير يُظهر تنامي الثقة في الاقتصاد العُماني، مشيدة بتنامي الشراكة بين القطاعين العام والخاص كركيزة أساسية للتحول الاقتصادي، وقالت: “يعكس تقريرنا ثقة متزايدة في مسار التنمية في سلطنة عُمان، كما تُظهر المقابلات والتحليلات الواردة كيف أن تنفيذ السياسات، والانضباط المالي، والأطر الاستثمارية الجديدة تُسهم في تحقيق نمو شامل ومستدام على المدى الطويل“.
وقد أُعد التقرير بالشراكة مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وصالة “استثمر في عُمان”، والشركة العمانية العالمية للتنمية والاستثمار “أومينفست”، وهو ثمرة عام كامل من البحث الميداني أجراه فريق مجموعة أكسفورد للأعمال، ويقدم تحليلاً شاملاً لأداء الاقتصاد العُماني وآفاقه المستقبلية، وهو متوفر بنسختيه المطبوعة والإلكترونية.
