هجوم فصائل المعارضة على الجيش السوري: انهيار مفاجئ في حمص وحلب
هرمز نيوز: سياسة
شهدت الساحة السورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تصعيدًا غير مسبوق بعد الهجوم الكبير الذي شنته فصائل المعارضة على الجيش السوري، مما أثار تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى انهيار قوات الجيش السوري. فبعد 9 أيام من المعارك العنيفة، وصلت فصائل المعارضة إلى محافظة حمص، بينما تم السيطرة على مدينة حلب في الأيام الأولى من المواجهات التي بدأت في 27 نوفمبر 2024.
التفوق الميداني لفصائل المعارضة: سيطرة سريعة وفعّالة
لم تقتصر المعارك على محافظة حماة فقط، بل امتدت لتشمل مناطق استراتيجية كانت تعتبر حصونًا للجيش السوري، مثل ثكنة جبل زين العابدين ومطار حماة العسكري. ورغم قوة الدفاعات، تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على مدينة حماة خلال 72 ساعة فقط.
الارتباك العسكري بسبب الموقف الروسي
بحسب دبلوماسيين سوريين، تم التواصل بين الحكومة السورية ووزارة الخارجية الروسية عقب الهجوم للاستفسار عن الموقف الروسي، حيث تلقت دمشق إجابة مبهمة تشير إلى أن الهجوم لن يتجاوز المناطق الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد. أدى هذا إلى حالة من الارتباك داخل صفوف الجيش السوري نتيجة غياب الدعم الروسي الفاعل، خاصة في ظل انخفاض طلعات الطائرات الروسية وتحديد أهدافها.
التفوق التكتيكي للبشر والتكنولوجيا
أكد مراسلون حربيون أن فصائل المعارضة استخدمت تكتيكات جديدة وتفوقًا بشريًا وتكنولوجيًا واضحًا. تمكنت فصائل المعارضة من استخدام الطائرات المسيرة المحلية الصنع من طراز “شاهين” لضرب خطوط إمداد الجيش السوري. كما ساهمت الخلايا النائمة التي تم زرعها في مناطق حلب في تنفيذ هجمات دقيقة على مواقع حساسة مثل غرفة العمليات التابعة للحرس الثوري الإيراني.
العمليات الاستخباراتية والانشقاقات الداخلية
وفقًا للمصادر العسكرية، نجحت فصائل المعارضة في شن هجمات مفاجئة بعد استغلال انشقاقات بين الوحدات العسكرية السورية. بل إن بعض الوحدات العسكرية قد تم تحييدها بواسطة مفاوضات غير رسمية، مما سهل السيطرة على مناطق عديدة دون مقاومة شديدة. على سبيل المثال، استهدفت العمليات العسكرية الأكاديمية العسكرية ومدرسة المدفعية في غرب حلب، وأدت إلى الاستسلام أو العزلة التامة لبعض الوحدات.
غياب الدعم الإيراني: تأثيرات غياب فصائل حزب الله والحشد الشعبي
أدى غياب الفصائل المدعومة إيرانيًا، مثل حزب الله اللبناني وفصائل الحشد الشعبي العراقي، إلى تقليص قوة الجيش السوري. فحزب الله كان يعاني من ضغوط كبيرة على الجبهة اللبنانية بسبب المواجهات مع إسرائيل، في حين أن فصائل الحشد الشعبي كانت محدودة في دعمها للجيش السوري بسبب الضغوط السياسية المحلية والدولية.
نهج التحييد والاستسلام السلمي
أظهرت التكتيكات المتبعة من قبل فصائل المعارضة براعة في استخدام منهج “التحييد”، حيث تم إقناع بعض المجموعات العسكرية السورية بعدم المواجهة، مما سهل تطويق العديد من المواقع العسكرية الهامة. هذا النهج ساهم في زيادة الانقسامات داخل صفوف الجيش السوري وأدى إلى انهيار سريع في بعض الجبهات.