كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وتراجع الرئيس يون سوك يول تحت ضغط البرلمان
هرمز نيوز: سياسة
في خطاب مفاجئ في الساعة الأخيرة من مساء الثلاثاء، أعلن رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، فرض الأحكام العرفية بعد مطالب من الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي – الذي يملك أغلبية برلمانية – لعزل كبار المدعين ورفض مقترح ميزانية الحكومة.
لكن بعد أقل من ساعتين من إعلان الأحكام العرفية، وتعيين جنرال للإشراف على تنفيذها، اقتحم نواب البرلمان أسوار الجمعية الوطنية وصوّتوا ضد القرار، ليقرر الرئيس يون التراجع بعد 6 ساعات فقط.
1. ما الذي حدث في كوريا الجنوبية يوم الثلاثاء؟
في خطاب تلفزيوني غير مبرمج تم بثه حوالي الساعة 11 مساء (14:00 بتوقيت غرينتش)، أعلن الرئيس يون فرض الأحكام العرفية، متهماً الحزب الديمقراطي بالتعاطف مع كوريا الشمالية والانخراط في أنشطة معادية للدولة.
من خلال المرسوم الرئاسي، تم تسليم السلطة لجنرال في الجيش، وانتشرت قوات من الجيش والشرطة حول مقر البرلمان. وظهرت مروحيات تهبط على سطح المبنى.
واجه القرار معارضة شديدة من السياسيين الذين اعتبروا أن إعلان الرئيس يون كان غير قانوني وغير دستوري. كما دعا زعيم المعارضة، لي جاي ميونغ، نواب الحزب الديمقراطي إلى الالتحاق بالبرلمان للتصويت على رفض المرسوم.
وبينما نزل الآلاف من المحتجين إلى الشوارع، إلا أن التوترات لم تؤدِ إلى أعمال عنف رغم انتشار الجيش. وتمكن النواب من تجاوز الحواجز، وعندما وصلوا إلى قبة البرلمان، صوّتوا بالإجماع لحجب المرسوم في جلسة طارئة.
حوالي الساعة 4:30 صباحًا (19:30 بتوقيت غرينتش)، أعلن يون تراجعه عن القرار وأكد في بيان أن قوات الجيش ستنسحب، ولكنه أصر على تبريره للأحكام العرفية.
2. ما هي الأحكام العرفية؟
الأحكام العرفية هي شكل مؤقت من الحكم العسكري في حالات الطوارئ، ويمكن للرئيس في كوريا الجنوبية إعلانها في حال وجود تهديد عسكري أو للحفاظ على النظام والسلامة العامة من خلال نشر القوات العسكرية.
وبناءً على المرسوم، تم وضع وسائل الإعلام تحت سيطرة الأحكام العرفية، كما تم إجبار الأطباء المضربين على العودة للعمل خلال 48 ساعة. يذكر أن الآلاف من الأطباء في كوريا الجنوبية كانوا قد بدأوا إضرابًا منذ بداية فبراير الماضي، مما أثر على تقديم الخدمات الطبية.
إعلان الأحكام العرفية جاء في وقت شهد تراجعًا في شعبية الرئيس يون، حيث أظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي أن نسبة تأييده تراجعت إلى 25%.
3. هل يمكن أن يواجه الرئيس يون العزل؟
قدمت أحزاب المعارضة الستة اقتراحًا لتقديم مشروع قانون لعزل الرئيس يون، مع احتمالية التصويت عليه بحلول نهاية الأسبوع. وتشمل إجراءات العزل توجيه تهم سوء التصرف ضد المسؤولين، ويمكن للجمعية الوطنية عزل الرئيس إذا صوت ثلثا أعضاء البرلمان لصالح الإجراء.
الحزب الديمقراطي، بالإضافة إلى بعض الأحزاب الصغيرة، يملك 192 مقعدًا، مما يجعله قريبًا من الـ200 صوت المطلوبة لعزل الرئيس.
إذا تمت الموافقة على العزل، ستُعقد محاكمة أمام المحكمة الدستورية، وهي هيئة مكونة من 9 أعضاء، والتي إذا وافق 6 من أعضائها على العزل، سيتم إزاحة الرئيس عن منصبه.
4. ماذا يحدث إذا غادر يون منصبه؟
في حال غادر الرئيس يون منصبه، سيتولى رئيس الوزراء مؤقتًا إدارة البلاد حتى إجراء انتخابات جديدة خلال 60 يومًا.
5. ردود الفعل المحلية والدولية على الأزمة
محليًا، خرجت مظاهرات في الشوارع، في حين بدأ المواطنون في تخزين المواد الأساسية. وتشير التقارير إلى أن أسعار المواد الغذائية مثل المعلبات والشعيرية الفورية ارتفعت بنسبة تصل إلى 300% خلال ساعات قليلة.
دوليًا، عبر البيت الأبيض عن “ارتياحه” لقرار الرئيس يون بالتراجع عن الأحكام العرفية، في حين أبدت المملكة المتحدة وألمانيا اهتمامًا بالأحداث الجارية في كوريا الجنوبية. أما روسيا فقد أبدت قلقها بشأن الأزمة، بينما دعت الصين مواطنيها في كوريا الجنوبية إلى توخي الحذر.
خاتمة
ما زالت الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية تتفاعل، وتتزايد الأسئلة حول المستقبل السياسي للرئيس يون سوك يول. في هذه الأوقات الحرجة، تظل تطورات الأحداث مثار اهتمام محلي ودولي.