فحص الحمض النووي يكشف حقيقة هوية المعتقل الأردني المحرر من سجن صيدنايا
هرمز نيوز: سياسة
أعلن وزير العمل الأردني الأسبق، نضال البطاينة، أن نتائج “فحص الحمض النووي” (DNA) التي أُجريت للمعتقل المحرر من سجن صيدنايا، بشير البطاينة، أكدت أنه ليس أسامة بشر البطاينة، المواطن الأردني المفقود منذ عام 1986 في سوريا.
خيبة الأمل في عائلة البطاينة: أمل مفقود
عائلة البطاينة الأردنية كانت تأمل في استعادة نجلها بعد سنوات طويلة من فقدانه في السجون السورية. ولكن، بعد إجراء فحوصات الحمض النووي، تبين أن الشخص الذي تم تحريره ليس ابنهم، رغم أنه كان فاقدًا للذاكرة بسبب التعذيب الذي تعرض له طوال هذه السنوات. هذه النتيجة أحبطت آمال العائلة، بعد أن ظنوا أن ابنهم أسامة، الذي اختفى منذ أكثر من 30 عامًا، قد تم العثور عليه أخيرًا.
تفاصيل مأساوية: فقدان الذاكرة نتيجة التعذيب في سجن صيدنايا
تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قصة هذا المواطن الأردني الذي كان فاقدًا للذاكرة، مع تفاصيل مروعة عن ممارسات التعذيب التي تعرض لها في سجون النظام السوري. الشهادات التي تناقلها نشطاء وصحفيون أكدت أن الرجل المفرج عنه لم يتذكر سوى كلمتين: “إربد”، وهي مدينته في شمال الأردن، و”جمال عبد الناصر”، الرئيس المصري الراحل. هذه التفاصيل جعلت الكثيرين يعتقدون أنه أسامة البطاينة، الأردني المفقود في سوريا منذ عام 1986.
تصريحات وزارة الخارجية الأردنية: التحقيق في القضية
وزارة الخارجية الأردنية تدخلت لتوضيح الأمر، حيث أكد المتحدث الرسمي سفيان القضاة أن وزارة الخارجية تواصلت مع عائلة البطاينة في الأردن للحصول على معلومات دقيقة بعد انتشار القصة على نطاق واسع. وقال القضاة: “بعد تواصلنا مع عائلة البطاينة، تم التأكد من أن هذا السجين ليس أسامة البطاينة، رغم التشابه الكبير في التفاصيل.”
وأضاف: “لقد وصل الرجل إلى معبر جابر الحدودي مع سوريا، حيث تم تسليمه إلى عائلته صباح يوم الثلاثاء بعد أن أُبلغ والده بالخبر.”
سجن صيدنايا: معاناة لا تنتهي
يُعتبر سجن صيدنايا، الذي يعرف بـ”المسلخ البشري”، واحدًا من أسوأ السجون في العالم من حيث ظروف الاحتجاز والتعذيب. فقد انتشرت تقارير متعددة عن ممارسات وحشية تمارس بحق المعتقلين، بما في ذلك التعذيب الممنهج والتصفية الجسدية. سجن صيدنايا كان أيضًا مسرحًا لعدد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مثل حالات الإعدام الجماعي. في 8 ديسمبر 2024، نجحت قوات المعارضة السورية في اقتحام السجن وتحرير جميع المعتقلين داخله، في خطوة كانت بمثابة ضربة قاسمة للنظام السوري، الذي فقد السيطرة على العديد من معاقله، بما في ذلك وزارة الدفاع ومطار دمشق الدولي.
ماذا يعني هذا للأردن والعائلة؟
بسبب الغموض الذي أحاط بحالة هذا المعتقل، لم تتمكن عائلة البطاينة من استقبال ابنها، كما كان يطمحون. ولكن بالرغم من خيبة الأمل التي أصابتهم، تظل القضية محل اهتمام على نطاق واسع. إذ يفتح هذا الحادث بابًا أوسع للحديث عن أوضاع المعتقلين السوريين، وخاصة الأردنيين منهم، في السجون السورية، ويثير تساؤلات جديدة حول مصير المفقودين في سوريا منذ عقود.
ما هو سجن صيدنايا؟
سجن صيدنايا هو واحد من أكثر السجون شهرة في سوريا، ويُطلق عليه أحيانًا اسم “المسلخ البشري” نظرًا لما يحدث داخله من ممارسات تعذيب قاسية ومرعبة. السجن شهد العديد من الانتهاكات، وهو يعتبر رمزًا لحالة القمع والتعذيب التي مارسها النظام السوري ضد معارضيه والمعتقلين السياسيين.
ماذا يحدث بعد تحرير المعتقلين؟
تساؤلات كثيرة تدور حول وضع المعتقلين المفرج عنهم من سجن صيدنايا. هل يتمكنون من استعادة حياتهم الطبيعية؟ وهل سيحظون برعاية طبية وعلاج نفسي بعد ما مروا به من معاناة في السجون؟
ختامًا: البحث عن العدالة
تستمر قضية المعتقلين في السجون السورية في جذب الانتباه، ويأمل العديد من أفراد عائلات المفقودين أن يتمكنوا من معرفة مصير أحبائهم. وعلى الرغم من أن هذه القصة قد تكون خيبة أمل لعائلة البطاينة، إلا أنها تذكر الجميع بضرورة البحث المستمر عن العدالة للمعتقلين والمفقودين في سوريا، خاصة في ظل استمرار النزاع السوري.