تدهور الوضع في سوريا: تحليل جديد يكشف هشاشة نظام الأسد
هرمز نيوز: سياسة
قال خبير عالمي بالشؤون السورية إن صمود نظام الرئيس بشار الأسد بات موضع شك بشكل واضح عقب سيطرة المعارضة المسلحة على نحو 250 مدينة وبلدة وقرية شمالي البلاد خلال الأسبوع الماضي.
المعارضة تواصل التقدم: انهيار خطوط النظام
كما سيطر قوات المعارضة على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، في غضون 24 ساعة فقط، ما أدى إلى انهيار خطوط النظام الأمامية واحدًا تلو الآخر. في تحليله الذي نشرته مجلة “فورين بوليسي”، أكد تشارلز ليستر، مدير برنامجي سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن التطورات الأخيرة في سوريا لم تكن مفاجئة. حيث شدد على أن الأسد لم “ينتصر” فعليًا في الحرب، بل إن نظام حكمه ظل يتضعضع منذ زمن، وأن موقفه أصبح أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
حسابات خاطئة وأزمة دولية متفاقمة
ترافق ذلك مع تضاؤل الاهتمام الدولي بالحرب في سوريا، حيث توقفت الجهود الدبلوماسية المتعلقة بها بشكل شبه كامل، بينما تم تحويل الموارد إلى تحديات عالمية أخرى. وفقًا للكاتب، كانت بعض الحكومات العربية قد بدأت في عام 2023 بالانخراط مع الأسد في محاولة لإعادة وضعه إلى طبيعته في المنطقة.
عودة الانخراط الدولي: التحليل الخاطئ
على الرغم من هذه المحاولات، يعتقد ليستر أن فرضية استقرار الأسد كانت خاطئة. فاقتصاد سوريا لا يزال في حالة انهيار تام، حيث تهاوت الليرة السورية إلى مستويات قياسية، متجاوزة 17 ألفًا و500 مقابل الدولار الأمريكي في 4 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد أن كانت 1150 في بداية عام 2020. وبينما يستفيد النظام من التجارة بالمخدرات، والتي تدر عليه أرباحًا تصل إلى 2.4 مليار دولار سنويًا، إلا أن ذلك لم يسهم في تحسين مستوى المعيشة للمواطن السوري.
الاقتصاد السوري في أزمة: تأثير الحرب في أوكرانيا
في الوقت ذاته، يواجه الأسد تحديات إضافية. فقد تضرر الاقتصاد الروسي بشدة جراء حربه في أوكرانيا، كما يعاني الاقتصاد الإيراني من مشكلات هيكلية. ورغم المحاولات الدولية للمساعدة، فإن الوضع السوري يتدهور بشكل مستمر، وهو ما دفع ليستر إلى التساؤل: هل كان بإمكان الأسد أن يحسن وضعه لو تبنى سياسة انفتاح تجاه الحكومات الإقليمية وتركيا في وقت سابق؟
الثوار يتحدون النظام: عودة المعارضة المسلحة
في هذه الأثناء، بدأ الشعب السوري بالخروج إلى الشوارع مطالبًا بإسقاط الأسد. كما استأنفت المعارضة المسلحة، التي “تصالحت” مع دمشق منذ 6 سنوات بموجب اتفاق، تحدي جيش النظام مجددًا، محققة انتصارات ملحوظة.
الكبتاغون والجريمة المنظمة: تهديد جديد
أضاف ليستر في تحليله أن الجريمة المنظمة قد تغلغلت في جهاز الأمن السوري، حيث أصبح نظام الأسد يعد الآن “أكبر نظام مخدرات في العالم”، متخصصًا في إنتاج الكبتاغون. وتشرف الفرقة الرابعة النخبوية، التي يقودها ماهر الأسد، على هذه التجارة، بينما تمتد شبكتها لتشمل الجيش السوري والمليشيات الموالية له.
الجيش السوري: انقسام وتدهور داخلي
وأشار ليستر إلى أن الجيش السوري يعاني من الركود والتآكل الداخلي، حيث أصبحت المليشيات الموالية للأسد أقوى عسكريًا من الجيش نفسه. وفي المقابل، عملت هيئة تحرير الشام وجماعات المعارضة المسلحة الأخرى على تعزيز قدراتها العسكرية بشكل مكثف منذ عام 2020، مما غير قواعد اللعبة على الأرض في الأسابيع الأخيرة.