آراء

هل نجحت إيران في اختراق أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية؟

بقلم: مريم سليم

Advertisement

في ظل التصاعد المستمر للتوترات الإقليمية والدولية، تكشّفت مؤخراً معطيات صادمة حول امتداد نفوذ الاستخبارات الإيرانية إلى عمق المؤسسات الأمنية الأمريكية، في ضربة موجعة لهيبة الأمن القومي في واشنطن.

فقد نشرت صحيفة نيويورك بوست تقريراً خاصاً، كشفت فيه عن رسالة بعث بها السيناتور الأمريكي تام كوتون إلى كلٍّ من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزير الدفاع، طالب خلالها بفتح تحقيق عاجل بشأن احتمال وجود جواسيس يعملون لصالح إيران داخل الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية.

Advertisement

وتصدّرت الرسالة شخصية آرين طباطبائي، الباحثة الأمريكية من أصول إيرانية، التي تتولى منصباً رفيعاً كمستشارة سياسية في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). ووفقاً للتقرير، فإن طباطبائي ليست مجرد موظفة بارزة، بل هي أيضاً من مؤسسي «مبادرة المتخصصين الإيرانيين» التي أطلقتها وزارة الخارجية الإيرانية عام 2014 بهدف التأثير على الرأي العام الغربي وترويج سرديات طهران.

وتعزّزت الشبهات بعد تسريبات من داخل البنتاغون أفادت بوجود أدلة على تورطها في تسريب معلومات بالغة الحساسية تتعلق بخطط إسرائيلية لمهاجمة إيران، ما يكشف عن اختراق مباشر للأمن الأمريكي عبر شخصيات على صلة وثيقة بطهران. كما أظهرت وثائق مسرّبة عام 2023 أنها شاركت بشكل طوعي في عمليات تسلل استهدفت مؤسسات أمريكية استراتيجية.

في موازاة ذلك، سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على ما أسمته «تسونامي التعاون بين المستوطنين الإسرائيليين وإيران»، في إشارة إلى تنامي علاقات مشبوهة بين بعض الفصائل والمستوطنين مع دوائر إيرانية، بما يفاقم التحديات الأمنية أمام تل أبيب ويعيد رسم ملامح المشهد الإقليمي.

إن هذه التطورات المتسارعة لا تقتصر على كونها مجرد تسريبات عابرة، بل تعكس ملامح شبكة نفوذ استخباراتية إيرانية تمتد من واشنطن إلى تل أبيب، وتفرض على الولايات المتحدة وحلفائها مراجعة جذرية لاستراتيجياتهم الأمنية في مواجهة اختراق غير مسبوق يهدد التوازنات الإقليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى