آراء

هل لا تزال الهوية العربية تمثل قيمة فكرية وسلوكية يتمسّك بها العرب؟ أم أنها ستذوب في الأخلاق والقيم الغربية؟

بقلم : د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement

تعتبر القضية الفلسطينية وما يحيط بها من صراعات وتوترات تجسيدًا للأزمة التي تعاني منها الأمة العربية في عالم اليوم. فقد وضعت القوى الغربية ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، البلاد العربية أمام خيارين : إما القبول بالاحتلال والهيمنة الغربية ، أو التبعية للقوى الإسرائيلية التي تسعى لنهب الهوية العربية وحقوق الشعوب.

الاستعمار والاحتلال

Advertisement

لقد عانت الدول العربية تاريخيًا من احتلالات متنوعة ، حيث كانت القوى الاستعمارية الغربية تسعى لنهب ثروات المنطقة وفرض نفوذها. في هذا السياق ، وجد العرب أنفسهم مجبرين على التعايش مع قوة استعمارية ، تُقابل كل محاولة للتصدي بالحديد والنار. غالبًا ما تم تصوير الشعوب العربية على أنها “متخلفة” ، مما يبرر التدخلات الغربية بحجة تقديم الحضارة والتقدم.

عدم الدفاع عن النفس

من الغريب كيف تمكنت القوى الغربية من فرض قيود على القوى العربية ، مما حالت بينهم وبين الدفاع عن أنفسهم. في الوقت الذي تُزود فيه الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بكافة أنواع الأسلحة والمعدات الحربية ، يُعتبر أي محاولة من قبل الدول العربية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني أو الدفاع عن مقدساته عملاً غير قانوني ، حيث تفرض عليهم عقوبات متكررة.

دعم الاحتلال الإسرائيلي

لا يكاد يمر يوم دون أن يتلقى الاحتلال الإسرائيلي الدعم المادي والعسكري من الغرب. فبالإضافة إلى الأسلحة التقليدية ، تم الكشف عن استخدام معدات حربية متقدمة ، بما في ذلك الأسلحة البيولوجية. في حين أن الوضع في فلسطين يستدعي الدعم العربي والعالمي ، إلا أن الأمور تسير في اتجاه دعم الاحتلال.

العلاقات مع الأعداء

على الرغم من هذه الظروف الصعبة ، اختارت بعض الدول العربية فتح علاقات سياسية واقتصادية مع القوى الغربية وإسرائيل ، مما أثار تساؤلات حول مدى انتمائها الحقيقي للأمة العربية. فهل يُعتبر فتح هذه العلاقات خيانة لهوية الأمة العربية ، أم أنه خطوة نحو التقدم والازدهار؟ هناك جدل كبير حول هذا الأمر ، حيث يعتبر البعض أن هذه العلاقات تساعد على الاستقرار ، في حين يراها الآخرون خيانة لمبادئ الأمة وللحقوق الفلسطينية.

الهوية العربية

في خضم هذا الصراع ، يبقى التساؤل قائم : هل لا تزال الهوية العربية تمثل قيمة فكرية وسلوكية يتمسّك بها العرب؟ أم أنها ستذوب في الأخلاق والقيم الغربية؟ إن الحفاظ على الهوية العربية يتطلب تأصيلها في نفوس الأجيال الجديدة وتعزيز الوعي الثقافي والسياسي ، ليكون سلاحًا ضد الهجمات الخارجية.

خاتمة

إن تجاوز الأمة العربية للأزمات التي تواجهها يتطلب اتخاذ خطوات حقيقية نحو الوحدة والتضامن ، وتعزيز الهوية العربية كأساس للتغيير. فالوقت لم يعد في صالح العرب ، ويجب عليهم الاستناد إلى تاريخهم الغني وثقافتهم العريقة لكي يتجاوزوا التحديات التي تواجههم ، ويستعيدوا حقوقهم وهويتهم.

د.جمالات عبد الرحيم :(خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى