آراء

هل تنجح الدول العربية في تحقيق التوازن في علاقاتها بين أمريكا والغرب – وروسيا وإيران؟

بقلم : د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement

تعتبر العلاقات السياسية والدبلوماسية والعسكرية بين الدول مسألة حساسة ومعقدة ، تتداخل فيها العديد من العوامل التاريخية والجيوسياسية. ويُعتبر منع أي تقارب بين الدول العربية من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى ، جزءًا من استراتيجية أمريكا والغرب المستمرة للسيطرة والنفوذ على الشرق الأوسط.

الأسباب السياسية وراء منع العلاقات :

Advertisement
  1. حماية المصالح الأمريكية : تسعى الولايات المتحدة دائمًا إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة ، وضمان عدم تعرض مصالحها للخطر. وتعتبر أي علاقة تقارب بين الدول العربية وروسيا أو إيران تهديدًا مباشرًا لهذا النفوذ.
  2. مكافحة نفوذ إيران : تعتبر أمريكا روسيا وإيران عدواً استراتيجياً ، حيث تدعم طهران العديد من الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط التي تتعارض مع المصالح الأمريكية. لذا ، فإن أي تقارب بين إيران والدول العربية سيُعتبر بمثابة تحدي للسيطرة الأمريكية.
  3. التنافس مع روسيا : بعد فترة من العمل المشترك في بعض الملفات ، أصبح هناك تزايد في المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا ، وخاصة فيما يتعلق بالنفوذ في الشرق الأوسط. لذلك ، يسعى النظام الأمريكي إلى عرقلة أي تعاون بين الدول العربية وروسيا.
  4. الاستراتيجية العسكرية : تهدف الولايات المتحدة إلى نشر قواعدها العسكرية في المنطقة وتعزيز تواجدها ، وبالتالي فإن أي تعاون عسكري بين الدول العربية وروسيا أو إيران قد يُهدد هذه التواجد.

الوضع الدولي الحالي

ومع تزايد التوترات بين روسيا والغرب ، خاصة بعد غزو أوكرانيا ، شهدت العلاقات الدولية تحولًا كبيرًا. وظهر أن هناك تزايدًا في الميل لدى بعض الدول العربية لتقوية علاقاتها مع روسيا لأغراض اقتصادية وحتى عسكرية. كما أن هنالك محاولات لتعزيز الاتصالات مع إيران في سياق البحث عن حلول للصراعات الإقليمية.

هذا التعاون بين الدول العربية وروسيا خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والدفاع ، قد يغير خارطة التحالفات التقليدية في المنطقة.

كما أن تقارب الدول العربية مع إيران في ظل الظروف الحالية ، وسعى بعض البلدان العربية لتخفيف التوترات مع إيران ، خاصة مع وجود قواسم مشتركة في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.

ومحاولة استكشاف تحالفات جديدة يُظهر في المشهد الدولي تحولًا كبيراً نحو إنشاء تحالفات غير تقليدية ، خاصة وأن بعض الدول العربية تعلن عن رغبتها في تعزيز شراكاتها بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية التقليدية.

ختاماً يلخص الوضع الراهن أن النظام الأمريكي الغربي ما زال متأثراً بمصالحه الاستراتيجية في الشرق الأوسط ، واستمراره في محاولة الحد من العلاقات بين الدول العربية وروسيا وإيران. مع محاولة بعض هذه الدول استكشاف آفاق جديدة من التعاون ، مما قد يُحدث تغييرات جذرية في الديناميات الإقليمية والدولية مستقبلاً ، فهل تنجح الدول العربية في ذلك؟

د.جمالات عبد الرحيم :(خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى