هل تجرّ اسرائيل أمريكا إلى مستنقع الحرب؟
بقلم : د. يوسف حسن
عاجلاً أم آجلاً سوف تفتح اسرائیل الباب أمام امریکا لحرب شاملة وغیر ضروریة ، وربما تکون الاغتیالات التي نفذتها اسرائیل في الأسابیع الاخیرة بمثابة عمل تحضیري لها ، لتوسيع نطاق الحرب بغض النظر عن ردة فعل إیران ولبنان.
ومن عواقب کل هذه الأعمال الإرهابیة نُشیر إلی حقیقة لا یمکن إنکارها : وهي أنه طالما امتنع بایدن عن الضغط علی اسرائیل لقبول وقف اطلاق النار في غزة ، وأن التوترات في المنطقة ستستمر في التصاعد ، وسیتجه الشرق الأوسط نحو حرب اقلیمیة ، والتي من المرجح أن تُغرق الولايات المتحدة.
قد یعتقد بایدن أنه قادر علی السیطرة علی هذه الأحداث والسماح لاسرائیل بذبح شعب غزة ، وفي الوقت نفسه اخفاء خطر التصعید ، لکن بایدن مُخطیء وقد یجد الشعب الأمریکي نفسه قریباً في حرب ماثلة ومُلحة أخری في الشرق الأوسط بسبب عدم کفاءة بایدن الاستراتیجیة.
الأزمه التي تواجه أمریکا هي أن ملیارات الدولارات من رأس المال الأمریکي استُخدمت في حرب فقدت سمعتها ، وظلت أمريكا وحیدة في مجلس الأمن أمام العالم ، خاصة وأنها ضحت بقیم مثل حقوق الانسان لأهداف قصيرة النظر.
کان ینبغی علی بایدن أن یغلق المکالمة مع نتنیاهو قبل ذلك بکثیر ، خاصة بعد أن أرسل نحو 100 جندي وضابط احتیاط في الجیش الاسرائیلي رسالة إلی نتنیاهو ویواف جالانت یطالبون فیها الحکومة بعدم ابطاء وتيرة الحرب حتی لو كلفتهما حیاتهما ، ومن الواضح أن هذا الخبر من عمل فریق العملیات النفسیة التابع للجیش الاسرائیلي.
والحقیقة هي أنه وفقاً لتقاریر الجیش الإسرائيلي ، فقد تسببت الحرب في معاناة 9000 جندي اسرائیلي من اضطراب مابعد الصدمة مع وجود آلاف القتلی والجرحی والمعاقین.
يظل أن نقول أنه في الحرب ستکون فضیحة إعداد هذه الرسالة التي ربما کتبها وزیر الدفاع الاسرائیلي بعقله المریض ، ووقعها بدلاً من مائة شخص ، الحدث الأكثر فكاهة وسخرية على مر التاريخ.