GreatOffer
آراء

من بلاتيرو إلى أنشيلوتي : خطوة نحو التجديد أم تهديد للهوية الكروية البرازيلية؟

بقلم: م. محمد عمارة

Advertisement GreatOffer

مع الإعلان الرسمي عن تولّي المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي القيادة الفنية للمنتخب البرازيلي لكرة القدم، تتزايد التساؤلات حول تداعيات هذا الحدث الفريد في تاريخ الكرة البرازيلية. هل يُعتبر أنشيلوتي أول مدرب أجنبي يقود “السامبا”؟ أم أن هناك أسماء أخرى سبقت هذا المنصب؟ في الواقع، لطالما ارتبط المنتخب البرازيلي بالأطر الفنية المحلية، لكن مع تدقيق السجلات التاريخية، نكتشف أن أنشيلوتي ليس الأول. فقد سبقه عدد من المدربين الأجانب الذين تركوا بصماتهم على مسيرة “السيليساو” في فترات متباعدة من الزمن.

  1. رامون بلاتيرو (الأوروجواياني) – أول أجنبي يقود البرازيل (1925)

كان الأوروجواياني رامون بلاتيرو أول مدرب أجنبي يتولى قيادة المنتخب البرازيلي في عام 1925، حيث قاد “السيليساو” في بطولة كوبا أميركا. ورغم أن جواكيم غيمارايش كان المدير الفني الرسمي وفقًا للاتحاد البرازيلي، فإن بلاتيرو أشرف تكتيكيًا على الفريق. ورغم أن البرازيل حلت في المركز الثاني خلف الأرجنتين، تبقى تجربة بلاتيرو واحدة من المحطات البارزة في ذاكرة الكرة البرازيلية.

Advertisement
  1. جوريكا (البرتغالي) – الساحر (1944)

في عام 1944، استدعى الاتحاد البرازيلي المدرب البرتغالي جوريكا، بعد نجاحه مع نادي ساو باولو، لقيادة المنتخب الوطني في مباراتين وديتين ضد أوروجواي. قاد جوريكا المنتخب بنجاح إلى فوزين ساحقين بنتيجتي 4-0 و6-1، ما جعل تلك التجربة محطّة مهمة في تاريخ الكرة البرازيلية.

  1. فيلبو نونيز (الأرجنتيني) – صاحب التجربة الاستثنائية (1965)

في عام 1965، خاض المدرب الأرجنتيني فيلبو نونيز تجربة فريدة وغير تقليدية مع المنتخب البرازيلي. حيث تم دعوة فريق بالميراس بقيادة نونيز لتمثيل البرازيل في مباراة ودية ضد أوروجواي بمناسبة افتتاح ملعب مينيراو. انتهت المباراة بفوز البرازيل 3-0، وسجلت المباراة ضمن مباريات المنتخب، ليُعتبر نونيز مدربًا أجنبيًا – وإن كان ذلك بشكل غير تقليدي ومؤقت.

خاتمة

رغم أن كارلو أنشيلوتي يُعد أول مدرب أوروبي يتولى تدريب منتخب البرازيل بشكل رسمي ودائم، إلا أنه ليس أول أجنبي يتولى هذا المنصب بشكل مطلق. فقد سبقه مدربون من دول ناطقة بالبرتغالية والإسبانية، خاضوا تجارب قصيرة وغير تقليدية.

لكن ما يميز تولّي أنشيلوتي لهذا المنصب هو النقلة النوعية التي يمثلها في فكر الكرة البرازيلية، التي لطالما اعتمدت على المدربين المحليين. هذه الخطوة تفتح المجال أمام مرحلة جديدة قد تشهد تغييرات جذرية في مسيرة “راقصي السامبا” نحو المستقبل. في ظل التحديات الحالية التي تواجه الكرة البرازيلية، من المتوقع أن يعتمد أنشيلوتي على مزيج من الانضباط الأوروبي والإبداع البرازيلي. وإذا نجح في دمج مهارات لاعبيه ضمن استراتيجية تكتيكية محكمة، مع إدارة حنكة للإعلام والجماهير، فقد يتمكن من إعادة بريق “السامبا” إلى الملاعب العالمية ويُسجّل اسمه في قائمة الأساطير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى