من الأحلام إلى الإنجاز : أجيال ترسم ملامح مستقبلها

بقلم: ياسمين علي
في يومٍ ما، كان الطلاب مجرد حالمين يحملون طموحات بريئة، ينتظرون اللحظة التي تتحول فيها أحلامهم إلى واقع ملموس. لكن الحياة لا تسير دائمًا وفق ما نخطط، فهي تعيد رسم الطريق، فتضع كل طالب أمام اختبار جديد. وهنا يظهر التباين: بين من حوّل الحلم إلى إنجاز، ومن توقّف في منتصف الطريق.
يظن كثيرون أن الثانوية العامة تحدد المصير، لكن الواقع يختلف. فبعدها يتفرع الطلاب: بعضهم يفقد شغفه ويخبو بريقه أمام الإحباط، وبعضهم يختار التوقف مؤقتًا بحثًا عن بداية جديدة، بينما يتعامل آخرون مع الثانوية كبداية، لا نهاية، ويرون الفشل فرصة لإعادة المحاولة واكتساب خبرة جديدة.
الجامعة، المفترض أن تكون محطة للتعليم والتأهيل، تتحول عند البعض إلى مساحة للتسلية أكثر من كونها منصة لبناء المستقبل. ضعف الالتزام بالمحاضرات، وإهمال الاستبيانات والأنشطة، يجعل التجربة الجامعية روتينًا بلا قيمة.
لكن الصورة ليست قاتمة تمامًا. فالجامعة لا تزال تزخر بالفرص الحقيقية: برامج تدريبية، كورسات معتمدة، وتجارب عملية تفتح آفاقًا مهنية. الطالب الواعي هو من يلتقط هذه الفرص ليصنع مسارًا مختلفًا عن الآخرين.
وسط هذا المشهد، هناك من يرفض التراجع. يمتلك هؤلاء شغفًا استثنائيًا ويؤمنون بأن الاستمرارية، حتى لو بدت صعبة، هي السبيل الوحيد للنجاح. هؤلاء هم من يرسمون طريقًا مختلفًا، لا توقفه خيبة ولا تهزه صعوبة.
إما أن نصنع مستقبلنا بخطوات واثقة، أو نترك الفرص تضيع. إما أن نحول الأحلام إلى إنجازات ملموسة، أو نظل عالقين في منتصف الطريق. فالوقت لا يعود، والفرص لا تنتظر. الطالب الذي يسعى اليوم سيحصد غدًا ثمارًا تتجاوز أحلامه، أما من يختار التراخي، فسيكتشف بعد سنوات أن الأبواب أُغلقت وأن الوقت الذي ضاع لا يمكن استعادته.
يبقى السؤال المحوري: هل سنترك أحلامنا حبيسة دفاتر الأمس، أم سنحوّلها إلى واقع يضيء الغد؟
