آراء

“من إرث السلطان قابوس إلى نهضة السلطان هيثم : قصة وطن يتجدد”

بقلم: د. محمد سعد

Advertisement

بالأمس ، أحيا العُمانيون الذكرى الخامسة لوفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – الذي تذكَّروه بالدعاء والرحمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الذكرى ليست مجرد تأمل في الماضي ، بل محطة لتقدير إرث السلطان الراحل الذي أرسى دعائم الدولة العُمانية الحديثة ، التي نراها اليوم شامخة في مختلف الميادين.

وفي الوقت نفسه ، تأتي هذه الذكرى مصحوبة بمشاعر من الفخر والأمل ، إذ يحتفل العُمانيون بالذكرى الخامسة لتولي السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله – مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020. هذه المناسبة الوطنية تشكّل نقطة تحول في مسيرة النهضة العُمانية المتجددة ، حيث شهدت السلطنة انطلاقة جديدة نحو التطوير والتنمية.

Advertisement

إرث السلطان قابوس

تأسست الدولة العُمانية الحديثة على يد السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – الذي جعل من عُمان نموذجًا للتنمية الشاملة. ومنذ بداية حكمه ، عمل على تطوير البنية التحتية وبناء مؤسسات الدولة العصرية ، مما ساهم في تحسين حياة المواطنين وتعزيز مكانة السلطنة إقليميًا ودوليًا.

وعلى الرغم من الحزن الكبير الذي أصاب العُمانيين بوفاته ، إلا أن السلطنة أظهرت وحدة وطنية ووفاءً لقيم الاستقرار والاستمرارية. وكان يوم الحادي عشر من يناير 2020 يومًا خالدًا في التاريخ العُماني ، حيث شهد انتقالًا سلسًا للحكم إلى السلطان هيثم بن طارق – أيده الله – الذي يحمل صفات القيادة والحكمة التي تؤهله لمواصلة هذه المسيرة.

السلطان هيثم وقصة وطن يتجدد

مع تولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم ، بدأت السلطنة حقبة جديدة من التنمية المستدامة ، تستند إلى منجزات الماضي وتستشرف المستقبل برؤية “عُمان 2040”. وشهدت السنوات الخمس الماضية تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات ، بفضل القرارات البناءة والخطط المدروسة التي شملت تحديث القوانين والتشريعات وتوسيع فرص الاستثمار.

وتسعى السلطنة إلى تحقيق أهداف طموحة ، منها تعزيز جودة التعليم والصحة ، ورفع مستوى المعيشة ، وتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط. كما أن التركيز على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة يمثل محورًا رئيسيًا في رؤية “عُمان 2040”.

تعزيز الاستثمار والتنمية

في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الاقتصاد الوطني ، أصدرت السلطنة قوانين جديدة مشجعة للاستثمار المحلي والأجنبي. ومن أبرز هذه القوانين قانون استثمار رأس المال الأجنبي ، الذي يهدف إلى:

تعزيز مكانة السلطنة كوجهة استثمارية.

تبسيط الإجراءات المتعلقة بالاستثمار.

توسيع نطاق المشاريع الاستراتيجية.

جذب الخبرات والتكنولوجيا الحديثة.

إلى جانب ذلك ، تم تطوير البنية التحتية لدعم الاستثمارات ، مثل إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الصناعية ، وتحديث الموانئ والمطارات. هذه الجهود تعكس التزام السلطنة بتوفير بيئة استثمارية جاذبة ومنافسة على المستوى الإقليمي والدولي.

مسيرة مستمرة بين الأمل والإنجاز

بين الحزن على فقيد الأمة ، السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – والفرحة بتجدد النهضة تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله – ، تستمر المسيرة العُمانية بثبات. فقد شهدت السنوات الأخيرة إنجازات عديدة ، من بينها تعزيز دور المرأة في التنمية ، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.

إن روح العمل الجماعي والإخلاص للوطن هي ما يجعل من هذه المسيرة قصة نجاح تستحق التقدير. كما أن التلاحم بين القيادة والشعب يمثل عاملًا أساسيًا في تحقيق الأهداف الطموحة للسلطنة.

خاتمة

في هذه الذكرى المزدوجة ، يستحضر العُمانيون ماضيهم بفخر وينظرون إلى مستقبلهم بأمل. فبين ذكرى سلطان أسّس ، وأمل في سلطان يجدد ، تستمر عُمان في كتابة فصول جديدة من نهضتها ، مضيفة بذلك صفحات مشرقة إلى تاريخها العريق. ومع استمرار هذه المسيرة ، تبقى عُمان نموذجًا يحتذى به في التقدم والتنمية ، متسلحة بإرث قوي ورؤية مستقبلية طموحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى