منشأ الأنتولوجيا
بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي
كما أسلفت في حديثي السابق حيث يعد هذا المقال الرابع بأن الأمر يعتمد على القبطان أو الموجه الذي يحرك ما بداخلك من نزاعات أوضجيج وفوضى ونتيجة لذلك يقوم القبطان بتوجيه قيادة كل قول أو فعل تقوم به .
ولكن كيف يعمل القبطان لديك ؟ حسنا إن هذا القبطان يوجد لديه موزع أو كنترول يقوم بعمليات فرز كميات الضجيج بداخله ومن ثم تحويلها إلى سلطة إصدار الأمر النهائي تلك السلطة تسمى : المحلل.
نعم أيها القارئ الكريم إنه المحلل ، ولكن ما هو المحلل؟
إن المحلل الموجود بداخل غرفة عقل القبطان هو مقدار الفهم وكمية الادراك الذي تمتلكه ، وفي بضع من الثواني يعطيك التفسير للأحداث والمواقف التي تحيط بك وأيضا يخلق لك المبررات كما يقوم بوضع الحسابات التفصيلية ويقدم لك صورة مكتملة لما يمكن فعله ، وعلى أثره تتحكم في نوع التصرفات التي تبدر منك وما هي العبارات التي ستستعملها في حديثك ، ومن خلال هذا المحلل سترتسم قصة حياتك ، فإذا كان المحلل لديك ذا توجهات أنتولوجية فحتما أنك قد تخلصت من الأنا السادية.
وهذا أمر غاية في الأهمية حيث أنه من خلال ذلك ستتمكن من خلق سعادة تملاء بها محيطك وأن صحتك النفسية والبدنية تعتمد على هذا المحلل الذي يعطي للقبطان الأمر النهائي ، أيضا سبيل العيش والحصول على المال ، كما أن نسبة التعليم والمحصلات الدراسية أو الثقافية معتمدة على هذا المحلل وهذه هي أسس العيش الكريم داخل المجتمع ، أما إذا كان المحلل لديك ذا توجهات تصب أو تقود إلى مصلحة الأنا الغريزية فحتما أنت بحاجة إلى موزع جديد أو كنترول ، وأن الحصول على موزع جديد حتما سيجعلك على الأقل في مأمن عن شهوات الأنا إن أنت أيقظت همة فضولك في المعرفة حول هذه القضية وتتبع الموارد الفكرية التي تغذي الجوانب التي تثري العامل الأنتلوجي لديك.
وأنه على تلك الأسس المذكورة وهي الصحية والمالية والعلمية سيتمحور حديثنا القادم ذلك لأن مسألة الأمن الغذائي والسكني والبيئي والأمن القومي والاقتصاد الوطني يبدأ أساسا من تلك الأسس الثلاثة وسوف نسرد كل ذلك من خلال القراءة العميقة في هذا الامر الجلل وإلى ذلك الحين ألقاكم على خير.
د. محمد بن صالح بن علي الندابي
متخصص علم نفس اجتماع
dr.mohammed6406@gmail.com