د. محمد الندابي

سلطنة عُمان
آراء

مقدمة إلى دراماتيكية الأنتولولجيا

بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي

Advertisement

مرحبا بكم وها قد تجاوزنا السبع حلقات من سلسلة مراحل تطور الأنا وأن الدراماتيكية في المقال الثامن هذا تحتوي على آلية مختلفه من العلاجات التي تدفع بالإنسان للصعود على سلم الحضارة.

إنه ومن دواعي التذكير أن كل بداية تنشأ من ضعف وصعوبة وتكلف حتى أنك خلقت من ضعف ثم قوة ثم من بعد قوة ضعف وشيبة ، وقس على ذلك كل شيء أمامك لقد بدأ مترهلا ضعيفاً حتى قام واستوى.

Advertisement

وقد تحدثنا في بداية هذه القضية عن عالمك ال (هو) وهو الداخل الكبير الذي يشهد دوماً نزاعاً مستمراً وصخباً حوارياً وفوضى عارمة وغير محكم ولا منتظم ، ثم تحدثنا حول الأنا وكم هي ضعيفة وأنانية ، ثم الأنا العليا ثم الأنتولوجيا لأجل إخراج عالمك الحقيقي الجميل الذي تستحق ، وغالبا ما تكون أمام هذا العالم الجميل ضبابية قاتمة أو ستاراً وأحيانا جدار يحجب رؤيتك تماما.

إذا فلابد أن ترى عالمك الحقيقي وأين موقعك في خارطة العالم المتحضر وتكنلوجيا الحياة العصرية ، وأبدأ بسؤالك هل لا يزال هاجس شعور توجيهات جدتك يملأ خيالك أنه إذا لم تذهب للنوم سيأتيك الجني؟

إذا كان كذلك فأخرج نفسك حالاً وفوراً لأنه أمامك مفترق طرق لكي تحجز لك تذكرة سفر جديدة وموقعاً ملائماً في خارطة تكنلوجيا العالم المتحضر ، إن سنة الحياة إقتضت أن يبدأ كل شيء من ضعف حتى أن الكون بدأ من قبضة صغيرة حصل بعدها إنفجار عظيم فتشكلت الحياة التي نراها اليوم ، وأن كل الأشياء حولك بما فيهم أنت بدأت نشأتها ضعيفة ، وأقصد بذلك أننا بدأنا الحديث حول النفس الهو ذلك المجهول الذي تعرفه أنت وأنت من يديره ، وما نعلمه عن النفس الهو قليل مقابل ما تحمله تلك النفس من أفق ، حتى وصلنا للنفس الأنا وتابعنا مراحل تطور الأنا حتى وصلنا للأنتولوجيا ، حيث خرجنا من تحت عباءة الأنا وما هذه المواضيع الأنتولوجية إلا لأجل أن نورق قدرات كامنة ونستنهض أو نستحضر التطور السيكلوجي لرقي وسمو النفس والمجتمع.

أرى أنك تسأل كيف يتم ذلك ؟

ولو لم تسأل ولو لم تلح في سؤالك لما صعدت للقمر واخترقت الفضاء وحطمت الذرة وابتكرت قلباً صناعياً ليعطيك فرصة للبقاء .

إنني إذ أجيب على سؤالك “كيف” يقتضي أن نعلم بأن اختيار الله سبحانه وتعالى لنا لأن نكون خليفة له على هذا الكوكب هو بمثابة تمثيل إلهي أي أنك تمثل إرادة الاله فأنت الكائن الوحيد من بين كل الكائنات من له سلطة تمثيل إرادة الله ، ومعنى ذلك أنك أعلى قمة على كل الكائنات وسيدها وآمرها ومن دلالات ذلك بل أنه في مكان المكافأة والتكريم أنه سبحانه سخر لك كل شيئ في خدمتك ، قال جلت قدرته : ( وسخر لكم مافي السماوات ومافي الأرض جميعا منه ) من الله سخره تكريما وتفضيلا ، فهل تكفي هذه إجابة عن سؤالك ، كيف ؟

إن هذه الاجابة عن سؤالك وحدها كفيلة أن تورق عملاقا ينام في داخلك إسمه أنت ، فاذا كانت هذه الاجابة غير كافية فسوف أعطيك شيء آخر يسمح لك أن ترى من زاوية مختلفة لعل ذلك المارد الغارق بالسرنمة سيهرع واقفا.

هل تذكر يا عبدالصمد عندما دخلت سحوبات اليانصيب ماذا حصلت ؟ سأوضح لك الصورة ، إن اليانصيب عبارة عن لعبة حظ فيها الربح الكبير وخسارتها معدومة أو قليلة جدا ، أما أن يكون إختيار الله لك لتكون أعلى قمة مخلوقاته هو قانون فرض قانون حكمة قانون شريعة إنه ليس لعبة حظ ، وهذا يسهل لك عملية صرف النظر عن البقاء مع الجني الذي يأتيك وقت المساء لكي يطمئن عليك إن كنت نائما أو لازلت مستيقظا لكي يرعبك لأن ذلك سوف يُنهي ما بقي لك من عمر إلى هاوية الجهل والتخلف مثل السمكة التي دائما تقع في نفس الشبكة.

إذا فلابد لك أن تلغي إرتباطك مع الجني وكذلك مع عالمك القديم الذي لم يقدم لك سوى الوقوف المتكرر أمام نفس الحائط ولم ترى من الحياة سوى تقدمك في العمر والعود إلى ذلك الحائط ، ولا بد أنك خلال عمرك سألت نفسك هذه الأسئلة : يارب هل توقف قطاري في سكة الألم ؟ هل هذا هو نهاية الطريق ؟ يارب أين موقعي في هذا العالم ؟

عندها سأسألك أنا : هل عليك أن تنظر دوما إلى ذلك الحائط لتتبخر آمالك أمامه ؟ يا سيدي أليس في هذا العالم مثقاب يخرق ذلك الجدار ؟

وسوف أقدم لك بعض الاجابات الدراماتيكية ، إن جسم الانسان هو أقوى آلة على سطح الأرض من حيث تحمل تضاريسها فاستطعت أن تتأقلم بالعيش في أبرد منطقة فيها كما تأقلمت مع مناطقها الأشد حرارة ، الجانب الآخر فقد استوعبت كافة المشاكل التي تحدث مثل الأوبئة والتقلبات المناخية والحروب والمشاكل المجتمعية الأخرى ، لا توجد قوة على الأرض تتمكن من خلق مناخ ملائم في شتى الظروف للعيش إلا أنت أيها الانسان وذلك يعود إلى العقل الذي تتمتع به.

إذا فالحل هو لابد أن يكون لديك إنفتاح ثقافي ، ومحاولات متكررة للتغلب على الركود أو الألم وتجاوز صعوبات التأقلم مع بيئة المجتمع واستيعاب مشاكل العصر للعيش الكريم وذلك عبر الديناميكية التي ستشعل فتيلها اليوم ، اليوم يجب عليك الاهتمام بالمحفزات النفسية لأنها هي الدراماتيكا التي نهدف للوصول إليها من خلال طرح هذا الموضوع ، فكان لا بد أن تتقن ممارسة عاملين رئيسيين هما : بزوغ فكرة حديثة والمضي في تحقيقها ، لأنهما العاملين الرئيسيين لتحقيق أي هدف ولأجل أن تعزف على دراماتيكا الفكرة الحديثة والمضي في تحقيقها كان لابد أن تتابع معي هذه السلسلة ، وإلى ذلك ألحين أراكم على خير .

محمد بن صالح بن علي الندابي

متخصص علم نفس اجتماع

Dr.mohammed6406@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى