معرض القاهرة الدولى للكتاب بين الماضي والحاضر
بقلم : السفير أشرف عقل
تبدأ اليوم الأربعاء 24 يناير 2024م أعمال الدورة 55 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب ، والتى تستمر حتى 6 فبراير 2024م ، وتقام تحت شعار : ” نصنع المعرفة .. نصون الكلمة ” ، وتحل عليها مملكة النرويج كضيف شرف ، كما تم اختيار اسم عالم المصريات الشهير د.سليم حسن شخصية المعرض ، واسم الكاتب يعقوب الشاروني شخصية معرض كتاب الطفل ،كما يُعد المعرض من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط. وفي عام 2006م جاء فى المركز الثانى كأكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب ، إذ يزور المعرض ما يزيد عن مليوني شخص سنويا .
تاريخياً :
بدأ المعرض في عام 1969م ، حيث كانت القاهرة آنذاك تحتفل بعيدها الألفي ، فقرر وزير الثقافة ، فى ذلك الوقت ، د.ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيا ، فعهد إلى الكاتبة والباحثة د.سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب. لهذا احتفلت دورة 2006 بالقلماوي باعتبارها شخصية العام. وقد استمر المعرض في الانعقاد منذ بدايته ، ولم يتوقف سوى مرة واحدة كانت أثناء أحداث ثورة 25 يناير عام 2011م حيث تم الغاء الحدث وقتها .
تفصيلياً :
يقام المعرض في إجازة نصف العام الدراسية في نهاية شهر يناير بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة منذ دورة 2019م ، وكان يُقام في السابق بأرض المعارض بمدينة نصر . ويُقام في العادة لمدة 12 يوماً ، ويشارك فيه ناشرون من مختلف الدول العربية والأجنبية ، كما يقام به أيضا العديد من الندوات الثقافية ، بالإضافة إلى عروض السينما والمسرح والمعارض التشكيلية والعروض الموسيقية .
أهم الدورات :
الدورة الـ 51 :
أقيمت الدورة في الفترة من 22 يناير حتى 4 فبراير 2020م ، وفي إطار رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي جاء شعار المعرض ” مصر أفريقيا .. ثقافة التنوع ” وكانت السنغال ضيف الشرف ، وشخصية المعرض المفكر الراحل جمال حمدان. وقد بلغ عدد الأجنحة المصرية والعربية والأجنبية 808 جناح ، بزيادة 86 جناحا عن عام 2019م ، وبلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية 900 دار نشر بزيادة 153 داراً عن العام السابق ، كما بلغ عدد الناشرين المصريين 393 ناشراً ، والعرب 255 ، وتم تنظيم 900 فعالية على مدار أيام المعرض الذى شاركت فيه 38 دولة .
الدورة الـ52 :
انطلقت الدورة 52 لمعرض الكتاب في 30 يونيو 2021م ، بعد تأجيلها عن موعدها الرسمي في يناير ، بسبب تداعيات جائحة كورونا ، وقد حملت شعار “في القراءة حياة” ، وكانت اللجنة الثقافية العليا للمعرض برئاسة هيثم الحاج علي ، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ، قد اجتمعت لمناقشة الوضع ، وأعلنت في بيان صحفي عن الخطوط العريضة للمعرض في ظل جائحة كورونا ، ومن أهمها العمل على استيعاب الناشرين المتقدمين للاشتراك في المعرض كافة ، وتحديد أعداد الزائرين بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية وفقاً للضوابط التي تضعها إدارة المعرض ، إضافة إلى إقامة الفعاليات الثقافية كافة على المنصة الإلكترونية ، باستثناء حفل جوائز المعرض والنشاط المهني واجتماعات مديري معارض الكتاب .
الدورة الـ53 :
وفي عام 2022م عاد المعرض في دورته الـ 53 لموعده في نهاية شهر يناير خلال الفترة من 26 يناير إلى 6 فبراير 2022م بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية ، حيث أقيم تحت شعار “هوية مصر .. الثقافة وسؤال المستقبل” ، وحلت اليونان ضيف شرف المعرض ، والأديب الراحل يحيى حقي هو شخصية العام ، ونظمت جوائزه لتكون في 11 فرعا منها 9 للكبار «الرواية ، القصة القصيرة ، شعر الفصحى ، شعر العامية ، المسرح ، النقد الأدبي ، الدراسات الإنسانية ، الطفل ، الكتاب العلمي ” ، بالإضافة إلى مجالين للشباب تحت 35 سنة ، هما الإبداع الأدبي والعلوم الإنسانية.
الدورة الـ54 :
عقدت فعاليات الدورة 54 من المعرض فى الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير 2023م تحت شعار : “على اسم مصر – معا : نقرأ.. نفكر .. نبدع ” ، وكانت المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف ، وتم اختيار الكاتب صلاح جاهين ليكون شخصية المعرض ، والكاتب كامل كيلاني شخصية معرض كتاب الأطفال . وقد شارك فيها 1047 ناشرا مصريا وعربيا وأجنبيا ، من 53 دولة ، من بينها دولا جديدة مثل المجر والدومينيكان ، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية تضمنت لقاءات مع مبدعين وكتاب ومفكرين وفنانين ورموز وقامات مصرية عربية وعالمية ، لتعزيز دور الثقافة في بناء المستقبل الذي نتطلع إليه .
والخلاصة :
يأتي انعقاد معرض القاهرة الدولى للكتاب استكمالا لمسيرة عظيمة الأثر والتأثير للمعرض ، الذي يعد وجها من وجوه مصر وقوتها الناعمة ، كما يعكس حاضرها ويستشرف مستقبلها .
وتحرص مصر دائما على أن يظل المعرض نافذة لمصر من الناحية الثقافية على العالم ، وبابا لثقافة العالم إلى مصر .
وترتكز دورات المعرض ، بصفة عامة ، على وعي مصري حقيقي وصادق ، وتأكيد على الهوية المصرية الأصيلة التي أبهرت العالم وعلمته الكثير .
أيضا ، يعد المعرض اﻟﺤﺪث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻷﺑﺮز ، بما يشكله كجسر للحوار الفكري في مختلف أطياف المعرفة ، وبما يليق بقيمة ومكانة مصر في العالم .
كذلك ، يعد المعرض فرصة للاطلاع على الجديد من إنتاج المطابع العربية والعالمية في هذا الموقع المهم ، وهو علامة على عمق ثقافة الشعب المصري ، وطابع بريد بإسم مصر يجمع كل الشعوب المشاركة ويوحدها عبر التقاء العقول التي تحملها دور النشر معبرة عن أهم المنجزات الحضارية والثقافية لكل دولة .