مصر .. وضرورة دعم القضية الفلسطينية وسط الأزمات الإقليمية
بقلم : د. جمالات عبد الرحيم
تُدرك مصر تماماً أن تحقيق السلام والاستقرار في فلسطين لا يخدم مصلحة الفلسطينيين فحسب ، بل أيضاً مصلحة الأمن القومي المصري والإقليمي. ولذلك ، كان دور مصر دائماً يتخطى مجرد التوسط بين الأطراف.
في هذا السياق ، نجد أن الوضع في غزة ، حيث تتعرض الأسر الفلسطينية لضغوطات هائلة نتيجة العدوان الإسرائيلي ، يتطلب من الدول العربية بالخصوص من مصر أن يكون لها دور فاعل ومباشر في التعامل مع هذه الأزمة. ويطرح العديد من المفكرين والأدباء والصحفيين العرب تساؤلات حول قرارات الحكومة المصرية وكيفية تعاملها مع الوضع في غزة.
وهناك شعور عام بأن القرارات يجب أن تكون حازمة وأن تعبر بوضوح عن مواقف الشعوب العربية. في الوقت الذي يُطالب فيه هؤلاء بتدخل المجتمع الدولي لأخذ موقف حقيقي ضد ما يُعتبر أفعال إجرامية من قبل إسرائيل ، نجد أن بعض الجهات تُظهر علامات تردد وتفكر في استنساخ آليات الدبلوماسية التقليدية التي ربما لم تثمر نتائج تُذكر في الماضي.
إن التأمل في انتظار ردود الفعل الدولية أو نداءات الدعم من القوى الكبرى يُثير تساؤلات حول مدى فعالية هذه الاستراتيجيات. في ظل الأوضاع التي تمر بها الدول العربية ، كوجود الإرهاب والتدخلات العسكرية ، وتُظهر هذا المراوحة موقفاً قد يُعتبر خيانة للمصالح الوطنية والقومية.
الموقف الذي يتخذه النظام المصري ، سواء كان في صالح الجرحى أو الأسرى أو الضعفاء ، يمثل اختباراً حقيقياً لدوره كداعم للقضية الفلسطينية. فقد كانت هناك انتقادات تجاه الاستراتيجية المصرية التي تعتمد على الانتظار لرؤية كيف سيتصرف المجتمع الدولي. لكن في ظل الأزمات المتزايدة ، يتساءل البعض : هلّ يمكن لمصر أن تتخذ موقفاً أقوى مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الحالية؟
وفي هذا الإطار ، ينبغي على الصحافة المصرية التي تُعتبر منبر الرأي العام أن تلعب دوراً أكبر في تناول هذه القضايا ، وأن تشجع النقاشات حول كيفية تحسين الاستجابة المصرية ، سواء على مستوى السياسات الخارجية أو على المستوى الشعبي. إن الحاجة ملحة للدعوة لنقاشات عميقة حول كيفية دعم فلسطين والوطن العربي بشكل فعال ، بدلاً من انتظار “القرار الدولي” الذي غالباً ما يكون متأخراً أو غير فعّال.
المجتمع الدولي مجتمع سلبى ويتجه نحو سياسة الصهاينة والعرب. باختصار ، نحن في مرحلة حرجة تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة وفعالة ، تتجاوز خيارات الانتظار والتأمل ، ويجب على مصر أن تكون رائدة في هذا السياق ، في موقف يضمن تحقيق الأمن واستقرار المنطقة ككل.
د.جمالات عبد الرحيم :(خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).