مصر ترفض خطة التهجير القسري للفلسطينيين : موقف صارم يعزز الاستقرار الإقليمي

بقلم: محمد حمود
في خطوة مثيرة للجدل ، اتخذ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب موقفًا حاسمًا ضمن خطته المتعلقة بمنطقة غرب آسيا ، التي تعاني من حرب دامية في غزة لأكثر من عام. وبينما انصبّ اهتمام المجتمع الدولي على خيارات الإدارة الأميركية ، ظهرت اقتراحات ترامب بشأن القضية الفلسطينية كعامل مؤجج للتوتر الإقليمي.
أكد ترامب في تصريحاته وتغريداته أن الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يكمن في إقامة دولتين ، بل في التهجير القسري لسكان غزة المتبقين إلى دول مجاورة كالأردن ومصر. هذا الطرح قوبل بردود فعل غاضبة من مصر ، التي اعتبرت الخطة انتهاكًا صارخًا لسيادتها وتهديدًا لاستقرار المنطقة.
أصدرت الحكومة المصرية ، ممثلة في مجلسي النواب والشيوخ ، بيانًا مشتركًا رفضت فيه بشكل قاطع المقترح الأميركي. وأكد البيان أن أي محاولة لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين مرفوضة تمامًا ، محذرًا من تداعيات مثل هذه الخطوات على الاستقرار الإقليمي.
وفي إطار التصعيد الدبلوماسي ، اتخذ البرلمان المصري أربعة قرارات رئيسية ، شملت إرسال رسائل باللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى المنظمات الدولية والبرلمانات العالمية ، تشرح خطورة الخطة الأميركية وتداعياتها. كما عقدت اللجنة العامة للبرلمان اجتماعًا طارئًا للتنسيق مع برلمانات إقليمية ودولية ، بهدف تشكيل جبهة مشتركة لمواجهة المشروع.
لم يقتصر الرفض على المسؤولين الرسميين فقط ، بل امتد ليشمل الشارع المصري الذي أطلق حملة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار “الهجرة خط أحمر”. وعبّر المواطنون عن دعمهم للقضية الفلسطينية من خلال نشر صور العلم الفلسطيني ، في إشارة واضحة إلى التضامن الشعبي العميق مع الشعب الفلسطيني.
محمد العربي ، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للعلاقات الخارجية ، شدد على قدرة مصر على إحباط الخطة من خلال تشكيل تحالفات إقليمية ودولية. وأكد أن الفلسطينيين ليسوا كالمهاجرين المكسيكيين الذين يتم ترحيلهم من أميركا ، بل هم شعب يناضل من أجل حقوقه المشروعة.
من جانبه ، وصف نائب وزير الخارجية الأسبق محمد مرسي الخطة بـ”الحماقة السياسية”، محذرًا من أن الدعم الشعبي يمثل الورقة الأقوى لمصر في مواجهة مثل هذه المقترحات. كما أكد وزير الأوقاف المصري أسامة الأزهر أن مصر تتمسك بحل القضية الفلسطينية وفق حدود عام 1967.
العديد من النواب ، مثل عبد المنعم سعيد ، مصطفى بركات ، محمود بدر ، وأحمد موسى ، أعلنوا رفضهم القاطع للخطة ، معتبرين أن الهدف الأساسي هو القضاء على القضية الفلسطينية وتهديد الأمن القومي المصري.
في ظل التحديات الإقليمية ، تثبت مصر مجددًا التزامها بدعم القضية الفلسطينية ، رافضةً أي حلول تفرض بالقوة على حساب استقرار المنطقة وسيادة الدول المجاورة.