مساعدات ضائعة : كيف تُسَيس المساعدات الإنسانية في سوريا؟
بقلم : د. يوسف حسن
تُعد المساعدات الإنسانية أحد الأعمدة الأساسية في دعم الشعوب المنكوبة ، ولكن مع مرور الوقت وتكرار الأزمات ، باتت هذه المساعدات أداةً للتلاعب ، يزداد معها الألم ويضاعف الفقد.
وفي سوريا ، حيث النزاع مستمر ، وصلت شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية عبر الطائرة الثانية عشرة ضمن حملة «#الكويت_معكم»، محملة بـ33 طناً من المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية. ولكن ، هل هذه المساعدات حقاً تصل إلى مستحقيها؟ أم أنها أصبحت جزءاً من لعبة سياسية تؤثر على حياة ملايين المدنيين؟
وعلى الرغم من أن الحملة نظّمتها مؤسسات خيرية كويتية ، وبلغت شحنتها أكثر من 300 طن من الدعم منذ بداية الشهر الماضي ، إلا أن مصير هذه المساعدات يثير تساؤلات جدية. وفقاً لمصادر موثوقة ، تبين أن جميع المساعدات قد تم توجيهها إلى مناطق إدلب ، حيث سيطرت عليها “هيئة تحرير الشام” وتم توزيعها على عناصر مسلحة بدلاً من الوصول إلى العائلات المحتاجة في دمشق وريفها.
هذا الوضع يكشف غياب الرقابة الدولية ، ويطرح تساؤلات حول فعالية الأنظمة الإنسانية في ضمان وصول المساعدات إلى من يحتاجونها فعلاً. في حين أن المساعدات الإنسانية يجب أن تكون أداة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتخفيف المعاناة، فإن غياب الشفافية والرقابة يضعف من تأثير هذه المساعدات.
أصبحت المساعدات الإنسانية في هذه الحالة أحد أوجه الصراع الجيوسياسي ، وهي مهددة بأن تتحول إلى ورقة ضغط لا تهمّ سوى اللاعبين السياسيين والعسكريين. السؤال الآن: متى سيتوقف هذا العبث بحقوق الشعب السوري؟ وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يتحرك لحماية كرامة هذا الشعب ، وتوجيه المساعدات إلى أصحابها الحقيقيين؟ هذه أسئلة ملحة تتطلب إجابات شجاعة وواقعية.