GreatOffer
آراء

متى نعد العدة؟ معركة البقاء في مواجهة التحالفات الاستعمارية!

بقلم: د. أنيسة فخرو

Advertisement GreatOffer

أثبتت الأحداث أن التحالف الأمريكي الأنجلو صهيوني يرى في وجود وأمن الكيان الصهيوني جزءًا من أمنه القومي. ويعتبر هذا التحالف أن هناك تهديدات مباشرة وغير مباشرة تهدد وجود هذا الكيان ، إذ يروج قادته دائمًا لحجج متكررة تتعلق بضرورة الحفاظ على أمنه. وجاءت فكرة ترامب ، التي وصفها نتنياهو بـ”الثورية”، بتهجير الفلسطينيين من غزة حتى لا تشكل تهديدًا متكررًا كل عشر سنوات. وقبل ذلك ، كان لبنان هو العدو المباشر ، وقبله سوريا.

من خلال دراسة التصريحات والأدبيات السياسية للتحالف ، نجد أنه يعتبر دولًا بعينها تهديدًا مباشرًا ، وهي مصر، السعودية، سوريا، الأردن، لبنان، العراق، اليمن، وفلسطين المتمثلة في غزة والضفة والجليل. لذلك ، عمل التحالف على إضعاف هذه الدول واحدة تلو الأخرى ، عبر محطات تاريخية بدأت منذ مؤتمر بازل في عام 1897 ، الذي أقر إقامة الكيان الصهيوني ، ثم تلاه مؤتمر كامبل بنرمان في  1905، وبعدها احتلال فلسطين وسرقة أراضيها في 1948، واستكمال السيطرة في 1976، ثم فرض اتفاقيات أمنية واقتصادية مشينة على ما يسمى دولة فلسطين، التي لم يعترفوا بها مطلقًا.

Advertisement

لم يتوقف الأمر عند فلسطين ، بل امتد إلى تطويق مصر والأردن باتفاقيات تطبيعية في 1978 و1994 ، ثم احتلال العراق وتدمير قوته العسكرية في 2003 بعد حصار طويل ، تلا ذلك ضرب لبنان وتقليم أظافره باغتيال رفيق الحريري في 2005، وحصار سوريا لسنوات طوال منذ 1979 مرورًا بالحصار في 2004 و2011 وحتى 2017، ثم الحرب على وحدة اليمن واغتيال علي عبد الله صالح في 2017. وفي 2020، جاءت الاتفاقيات الإبراهيمية لكسر شوكة المملكة العربية السعودية، ثم تدمير غزة والضفة واستمرار الإبادة الجماعية في القدس والجليل عام 2024، وأخيرًا احتلال سوريا عسكريًا في 2025 عبر إنشاء قواعد عسكرية صهيونية دائمة على جبالها وسفوحها.

إلى جانب هذه الدول، تعد بقية الدول العربية تهديدًا غير مباشر لهذا الكيان ، وخاصة الجزائر وتونس وليبيا ، إذ شهدنا مؤامرات واغتيالات في دول المغرب العربي منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الآن. واليوم ، نسمع بشكل متكرر الخطاب الأمريكي الصهيوني الذي يركز على خطورة الجيش المصري وقوة السلاح السعودي ، ما يشير إلى احتمال التخطيط لإعادة احتلال مصر وتقسيم السعودية.

المخططات مستمرة، والتآمر لم يتوقف منذ 1897 وحتى اليوم ، أي على مدار 127 عامًا. والسؤال الحقيقي : متى نعد العدة لمواجهة هذه التحديات؟ هل سنبقى نراقب أم سنبدأ في اتخاذ خطوات عملية ومدروسة لحماية أمننا القومي؟

د. أنيسة فخرو: سفيرة السلام والنوايا الحسنة – المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى