آراء

لماذا يعتقد البعض أن المستبدين أفضل أنواع القادة؟ ومن يصنعهم؟

بقلم : د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement

تتداخل خيوط السياسة والإعلام والثقافة بشكل معقد ، مما يؤدي إلى ظهور شخصيات تأخذ دور الأبطال أو الأشرار في أعين العامة. في هذا السياق ، يظهر سؤال مُلح : من يختار هؤلاء الشخصيات ، وما هي الدوافع وراء تلك الاختيارات؟

وتُعتبر بعض الشخصيات الشهيرة في العالم ، خصوصًا في منصات القيادة والسياسة ، بمثابة رموز قوية يُنظر إليها من قبل الجماهير كمصدر للإلهام أو التحفيز. لكن ما لا يدركه العديد من العامة هو أن وراء الكواليس هناك قوى خفية تتحكم في يومياتنا وفي كيفية تصورنا لهذه الشخصيات.

Advertisement

لعل أحد التفسيرات الأكثر إثارة للقلق هو أن بعض هؤلاء “الأبطال” قد يكون لديهم خلفيات نفسية تتسم بالعنف أو الهوس بالسلطة. فهم ليسوا فقط أشخاصًا عاديين ، بل يحملون في نفوسهم سمات قد تفصح عن رغبة دائمة في السيطرة والتأثير على الجماهير. ويظهر من خلال تصرفاتهم أنهم يتغذون على الفوضى ، فكلما زادت مشاهد العنف والقتل ، كلما زاد صدى أسمائهم في وسائل الإعلام وأصبحوا محور الحديث.

المؤسف في الأمر هو أن البعض يميل أحيانًا إلى اعتبار هؤلاء الشخصيات أبطال خاصة عندما يقومون بأعمال من شأنها التجني على العامة. ويتم تصوير العنف والقتل كأشكال من “النجاح” والقدرة على السيطرة ، بينما في الحقيقة هم يجسدون الظلم والتجريح للإنسانية.

ويتسائل الكثيرون : من المسؤول عن تفشي الظلم والعنف في العديد من البلاد؟ الإجابة ليست بسيطة. فهناك العديد من العوامل ، بدءًا من السياسات الحكومية الفاشلة ، مرورًا بتأثير الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي قد تضخم من أعمال العنف وتروج للأمور الدموية ، وانتهاءً بالاقتصاد المتداعي الذي يخلق بيئة خصبة للنزاعات.

وفي مجتمعات تتوق إلى الديمقراطية والعدالة ، نجد أن صعود هذه الشخصيات قد يؤدي إلى تعزيز الأنظمة الاستبدادية وتغذية أجواء عدم الثقة بين المواطنين. إذًا ، من الضروري على المجتمع أن يعي أن البطولة ليست مرتبطة أبداً بالعنف ، وأن التغيير الحقيقي يتطلب شجاعة في مواجهة الظلم ،  وفي اختيار القادة الذين يمثلون قيمًا إنسانية نبيلة.

في الختام ، يجب أن ندرك أن من خلف الكواليس لا يتحكمون فقط في الشخصيات التي نراها ، بل في الأفكار والقيم التي تروج لها هذه الشخصيات. وحان الوقت للفكر النقدي ، والوعي الاجتماعي ، من أجل مواجهة هذه التحديات وكسر حلقة العنف والظلم.

د.جمالات عبد الرحيم :(خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى