آراء

لماذا يجب على حماس حل نفسها؟

بقلم : د. رمضان أبو جزر

Advertisement

بعد سنوات طويلة مارست فيها حركة حماس مختلف المراحل الانتقالية من حركة دعوية إلى حركة نضالية ذات طابع ديني ، اعتمدت خلالها التعبئة الدينية لمشروع سياسي. انتقلت الحركة في الحكم والسيطرة تحت سقف اتفاقية أوسلو التي كانت ترفضها ، إلى أن حكمت قطاع غزة منفردة بعد أحداث دموية أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين دون مشروعية واضحة ، ولم تعترف أو تعتذر عن تلك الأحداث حتى اليوم.

منذ عام 2007 ، تولت حماس حكم قطاع غزة بشكل منفرد وخاضت خلال تلك الفترة خمس حروب ، انتهت جميعها بنتائج كارثية على الشعب الفلسطيني. شهد القطاع خلال حكمها تفككًا في النسيج الاجتماعي وانتشار الكراهية ، حيث قمعت الحركة بقوة السلاح أي حراك شعبي مطلبي ، وانتهكت كرامة المواطنين والعشائر ، ولم تستثنِ حتى النساء والأطفال من قمعها.

Advertisement

على مدار سنوات حكمها ، عرقلت حماس جميع مشاريع المصالحة الوطنية ، وتحالفت مع جهات خارجية مختلفة ، فتارة قدست إيران ، وأخرى عبدت تركيا ، واعتمدت في تمويلها على الدعم المالي والإعلامي القطري ، بالإضافة إلى السلاح الإيراني والدعم الإخواني الدولي ، مما جعل قراراتها مرهونة بمصالح غير وطنية.

حماس وأزمة الهوية الفلسطينية

من اللافت أن اسم “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) لا يحمل أي ارتباط مباشر بفلسطين مقارنة بباقي فصائل التحرر الوطني، مثل: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وحركة الجهاد الإسلامي لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. هذه الفجوة في الهوية الوطنية تعكس مشروعًا سياسيًا لا يصب بالضرورة في خدمة القضية الفلسطينية.

التداعيات الكارثية لبقاء حماس

منذ انقلابها في قطاع غزة، وحتى كارثة السابع من أكتوبر، تسببت حماس في سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية للشعب الفلسطيني، وأصبحت مرفوضة دوليًا وإقليميًا. كما أن استمرار وجودها يشكل عبئًا على مصالح الشعب الفلسطيني، حيث يؤدي إلى:

استمرار الحصار والعقوبات الدولية.

إعاقة مشاريع إعمار غزة وتعويض المتضررين.

تعزيز موقف الاحتلال الإسرائيلي وخصوصًا حكومة نتنياهو.

تعطيل أي جهود لتحقيق حياة طبيعية وآمنة في القطاع.

ضرورة الحل

إن بقاء حماس في المشهد السياسي الفلسطيني يعني استمرار المعاناة والعقوبات، وهو ما يحتم على الحركة اتخاذ خطوة جريئة بحل نفسها من أجل المصلحة العليا للشعب الفلسطيني. كما أن اتخاذ هذه الخطوة قد يكون السبيل الوحيد لتجنب الملاحقات القانونية والانتقامية ضد قياداتها بسبب ما ارتكبوه من انتهاكات على مدار سنوات.

الخاتمة

الحل الممكن والمفيد اليوم للقضاء على مشروع نتنياهو وإعطاء الشعب الفلسطيني فرصة جديدة للحياة الكريمة هو أن تحل حماس نفسها طواعية. فكلما تأخرت هذه الخطوة ، كلما فقدت قيمتها ، مما قد يؤدي إلى نهاية أكثر كارثية لحماس ومستقبل أشد قتامة لغزة والشعب الفلسطيني.

حماس

د. رمضان أبوجزر : مدير “مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان BIC”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى