لماذا هذا الدور السوري الخافت في الحرب على غزة؟
بقلم : د.يوسف حسن
ما تزال الحرب على غزة مُستمرة منذ أكثر من 160 يوماً ، ورغم تضارب التوقعات لايزال هناك إحتمال واضح لوضع حدّ لها ، ولكن لا يمكن رؤية مصير غزة لما بعد ، لقد دعمت دول كثيرة أهل غزة في هذه الحرب ، ولعل الدول التي أثارت الدهشة في دعمها المُطلق هي جنوب إفريقيا واليمن اللتان دخلتا في صراع مباشر مع “إسرائيل” ، فالأولى خاضت المعركة في المجال القانوني والأخيرة في المجال العسكري ، إلاّ أن دولاً من قبيل مصر والأردن وسوريا والتي كان متوقعاً منها أن تقوم بالكثير ، وقفت موقف المتفرج مما يحدث مع جارتهم العربية.
وقد أخبرني أحد أصدقائي المُقرّبين من السفير السوري في السعودية “إن سوريا ترزخ تحت ضغوط من الدول العربية”.
وكشف أنه في بداية الشهر الجاري أخبره السيد أيمن سوسان سفير سوريا لدی السعودية لدى لقاء له مع السيد “موجوبو ديويد ماغابي” سفير جنوب أفريقيا لدی السعودية ، أن الإجراء الأخير لجنوب أفريقيا والشكوی المقدمة ضد “إسرائيل” كانت فعّالة للغاية في ممارسة الضغط علی “اسرائيل” في محكمة لاهاي ، ولفت السيد سوسان رداً علی سؤال سفير جنوب افريقيا بشأن دور سوريا الباهت إزاء الأحداث الأخيرة في فلسطين ودعم أهل الغزة ، قائلاً : جهود كثيرة لدعم غزة كانت على أجندة الحكومة السورية لكن اذ أردت أن أتحدث بصراحة فلا بدّ لي من القول “إننا نتعرض لضغوط من الدول العربية لتقليص مستوى تواجدنا في التطورات الأخيرة في فلسطين”.
وأوضح أيضاً أنه لدى الحكومة السورية في الوقت الراهن أهداف وضعتها على رأس أجندتها لتكون قادرة على معالجة الوضع الحالي للبلاد ، وتحييد عواقب الأزمة والعقوبات الأحادية المفروضة عليها من قبل أمريكا ، مشيراً الى أنه من الأرضيات المعيلة بالنسبة لنا هي مسار البيت العربي والحضور الفاعل لسورية في الجامعة العربية.
وأوضح أنه ربما لو كانت هذه الضغوط السياسية موجهة نحو “إسرائيل” لكانت الحرب قد توقفت الآن. في الجانب الآخر وبسبب الضغط الشعبي الداخلي يشعر بايدن بالغضب من سلوك “إسرائيل” ويُصرّ على الوقف الفوري للحرب ، وبسبب الضغط الشعبي الداخلي إستعرّ حنق بايدن من سلوك اسرائيل ، وأصرّ على الوقف الفوري للحرب ، كما أنني أوردت في معرض آخر من كتاباتي أن بلينكن فشل في الحصول على الدعم اللازم خلال جولته الإقليمية إلى الدول العربية الشهر الماضي ، ولا يخفى على أحد أن ما يحدث داخل أمريكا غير مهم بالنسبة لإسرائيل.