لبنان وقرار منع الطائرات الإيرانية : بين الضغوط الدولية والمصالح الوطنية
بقلم : د. يوسف حسن
قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية شكوى رسمية ضد الجمهورية اللبنانية إلى منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، استنادًا إلى أحكام اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي ، وتحديدًا المواد 4 و26 و37. الشكوى جاءت إثر قرار الحكومة اللبنانية الذي منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطاراتها منذ نحو ثلاثة أسابيع.
تعتبر طهران أن القرار اللبناني يشكل انتهاكًا للقانون الدولي ، ويدخل في تناقض مع مبدأ عدم التمييز الذي تلتزم به اتفاقية الطيران المدني الدولي ، بالإضافة إلى التزامات التعاون بين الدول في هذا المجال. الأمر الذي قد يعرض لبنان للمساءلة القانونية في منظمة الإيكاو ، ويجعله في موقف ضعيف قد يؤدي إلى إدانته بسبب عدم التزامه بالقواعد التنظيمية للطيران المدني.
من جانبها ، أكدت إيران أن الضغوط السياسية الخارجية ، ولا سيما من قبل إسرائيل ، كانت العامل الرئيسي الذي دفع لبنان إلى اتخاذ هذا القرار ، وهو ما يعزز من المخاوف بشأن تداعياته القانونية والسيادية على لبنان. فبالإضافة إلى تأثيراته السياسية ، قد يتسبب هذا القرار في تداعيات اقتصادية وخيمة على قطاع الطيران اللبناني ، الذي يرتبط بعلاقات مع العديد من الدول والمنظمات الدولية المعنية.
وفي هذا السياق ، حذرت مصادر قانونية من أن استمرار لبنان في هذا المسار قد يعرضه لمزيد من الإجراءات التصعيدية داخل منظمة الإيكاو ، بما في ذلك إلزامه بإلغاء القرار أو دفع تعويضات مالية ، وهو ما يعد ضربة جديدة لمصالح لبنان الوطنية في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يمر بها.
وفي تطور آخر ، دعت طهران منظمة الإيكاو إلى التدخل الفوري لحل هذه الأزمة عبر آليات التحكيم والوساطة. وشددت على أن تسييس النقل الجوي يتناقض مع مبادئ القانون الدولي ، كما أن ذلك سيضر بمصالح لبنان قبل أي طرف آخر.
