آراء

لا غرابة!رئيسة الوزراء الإيطالية تدعم الكيان الصهيوني .. هل التاريخ يعيد نفسه؟

بقلم : د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement

“تجارة القضايا : كيف تستغل رئيسة وزراء إيطاليا القضية الفلسطينية” يمكننا تناول العديد من الأبعاد والمواضيع المتعلقة بسياستها العسكرية ودورها في الصراع الفلسطيني.

إن دعم الحكومة الإيطالية لجهة معينة في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي ، ورغم انتهاكات حقوق الإنسان التي قد تترتب على ذلك ، يكشف عن تناقضات خطيرة في السياسة الأوروبية تجاه الشرق الأوسط. وتتزعم رئيسة وزراء إيطاليا ، التي تروج لنفسها كزعيمة دينية أو قومية ، عمليات عسكرية خارج نطاق القانون الدولي ، مما يمثل خرقاً واضحاً للقوانين والأخلاقيات الإنسانية.

Advertisement

فالتحكم في الفضاءات السياسية والعسكرية تحت شعارات دينية أو قومية لا يبرر استخدام القوة المفرطة ضد مدنيين ، خاصة عندما يكون ذلك في سياق دعم الكيانات التي تتعارض مع حق الشعوب في تقرير مصيرها. وهنا يظهر الصراع الفلسطيني كميدان للتلاعب السياسي ، حيث تسعى بعض القوى الغربية لاستخدامه كأداة لتحقيق مصالحها.

وتُعد إيطاليا من الدول الفاعلة في الصراع العربي الإسرائيلي ، وتظهر كأنها تسعى لتحقيق استقرار في المنطقة بينما تتاجر بالقضية الفلسطينية. تسعى إلى إظهار بعض المواقف التي تحاول إرضاء الأطراف العربية ، لكنها في الحقيقة تساند الكيان الإسرائيلي ، مما يعتبر استهزاءً بالسكان الذين عانوا لعقود.

السياق التاريخي المتعلق بإيطاليا في مناطق مثل ليبيا ، حيث كانت هناك مواجهات بين المجاهدين بقيادة عمر المختار والقوات الإيطالية الاستعمارية ، يشير إلى أن التاريخ يعيد نفسه ، ولكن في سياق مختلف. إيطاليا اليوم تستخدم آلة الحرب كمبدأ في علاقاتها الخارجية ، والاستفادة من تلك الأزمات لتحقيق أهدافها.

خاصة وأن المشهد العربي أصبح أكثر تعقيداً مع وجود حكومات تسعى للتطبيع مع نظم تحكمها قوى استعمارية أو صهيونية ، وبالتالي فإن التصريحات والتصرفات اللامسؤولة تسهم في زيادة الفجوة بين القادة والشعوب.

ولم يعد الأمر مجرد جدل سياسي ، بل يصل الأمر إلى قضايا وجودية للشعوب. والسؤال الآن : هل ستستمر الحكومة الإيطالية في السير على خطى تلك السياسات المدمرة ، أم ستعيد التفكير في استراتيجياتها لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة؟ إن الإجابة تعتمد على استجابة الحكومة الإيطالية لتطلعات شعبها وقدرة تلك الشعوب على انتزاع حقوقها ومحاسبة القادة الذين يتاجرون بالقضايا الإنسانية لمصالحهم الشخصية.

د.جمالات عبد الرحيم :(خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى