GreatOffer
آراء

كيف حقق السادات الانتصار في حرب أكتوبر؟

بقلم : د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement GreatOffer

إن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي مليء بالتحولات والتغيرات التي كان لها تأثير هائل على موازين القوة في المنطقة. ومع مرور ذكرى الانتصار في حرب أكتوبر 1973 ، نستذكر كيف اتخذ الرئيس أنور السادات قرارات جريئة أدت إلى تحولات سياسية وأمنية عميقة. لكن السؤال المطروح : ماذا لو اختار السادات انتظار قرار المجتمع الدولي بدلاً من اتخاذ خطوات هجومية؟

السيناريو المحتمل

Advertisement

لو كان الرئيس السادات قد فضل الانتظار ، فأول ما يمكن أن يتجلى هو فقدان عنصر المفاجأة الذي حققه الجيش المصري في حرب أكتوبر. حيث كانت هذه الحرب بمثابة نقطة تحول في التاريخ العربي ، وتمكنت القوات المصرية من استعادة جزء من الأراضي المحتلة. ولكن ، هل كان الانتظار سيؤدي إلى نتائج أفضل لمصر؟

من المعروف أن الأنظمة عموماً تعتمد على الحلول السلمية والدبلوماسية ، وغالبًا ما تطلب تدخل المجتمع الدولي. وهذا الاختيار غالباً له تأثيرات سلبية على القضية الفلسطينية ، حيث استمر الاحتلال الإسرائيلي وتوسعت المستوطنات. لو اتبع السادات نفس النهج ، كانت الأمور قد جمدت عند المفاوضات ، ومن المحتمل أن تستمر إسرائيل في توسيع نفوذها على حساب الدول العربية.

العوامل الدولية

من المعروف أن السياسة الدولية تتسم بالتعقيد ، فحتى عند انتظار القرار الدولي ، فإن الدول الكبرى غالبًا ما تميل إلى دعم حلفائها. الولايات المتحدة ، على سبيل المثال ، كانت دائمًا منحازة لإسرائيل ، وهذا ما جعل القرارات الدولية غالبًا ما تكون غير متوازنة وغير عادلة. وبالتالي ، فإن انتظار المجتمع الدولي كان قد يؤدي إلى استمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ، مما يخفف الضغط العسكري والسياسي على الدولة العبرية.

الأزمة الإنسانية في غزة

ومن المؤلم أن نرى أن الحرب والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين ، خاصة في غزة ، لم تتوقف. وقد زادت العمليات العسكرية وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية ، مما يعكس عدم وجود ردع حقيقي. وإذا كان هناك انتظار وتراخٍ في العمل ضد الاحتلال ، فمن المحتمل أن يتزايد الاهتمام الدولي بشكل أقل ، خصوصًا عند تجاهل الممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

خلاصة

بينما يصعب التنبؤ بالسيناريوهات المحتملة بشكل دقيق ، يبدو أن الانتظار كان سيعني فقدان الفرصة الحيوية لاستعادة الأراضي وإيقاف العدوان. بالتالي ، فإن قرار السادات بشن الحرب كان يحمل في طياته دلالات عميقة حول أهمية العمل العسكري في مواجهة الاحتلال ، على الرغم من صعوباته وآثاره. وعلى الرغم من أن إسرائيل مازالت تواصل عربدتها ، فإن الدروس المستفادة من تلك الحقبة تدعو إلى التأمل في الخيارات المتاحة أمام الأنظمة العربية في مواجهة التحديات الراهنة.

د.جمالات عبد الرحيم :(خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى