آراء

كنت في رحاب سلطنة عُمان …

كتب : د. رائد المشاورة

Advertisement

قبل ثلاثة أشهر قبلت دعوة عزيزة لحضور مؤتمر دولي في سلطنة عُمان تحت شعار التحول الرقمي في ظل رؤية “عُمان 2040” ، برعاية معالي وزيرة التعليم العالي. فالعالم قد تغير والجميع يسعى للتحول الرقمي لما فيه من ايجابيات المرونة وفتح الأسواق الخارجية وسهولة التواصل المباشر كما أنه ينمي الاقتصاد الوطني ، وتفخر سلطنة عُمان بأنهم تقدموا على معظم الدول العربية بتبني أمن المعلومات وحمايتها منذ سنوات طويلة.

لقد كانت الزيارة الأولى التي تشرفت بها لهذا البلد العربي الإسلامي الذي تشعر بخيره العميم  في كل الزوايا وأزقة المدن وتظله سحب السماء وتلمس الخضرة أينما ذهبت في عاصمتها الجميلة ، ففي كل مكان أشجار وارفة ومساحات خضراء وهذا الاهتمام مردة للتخطيط المبكر ، حتى أصبحت هذه البلاد لوحة جميلة يزينها الإنسان العُماني الخلوق والمثقف قبل مبانيها الجميلة البيضاء.

Advertisement

OmanJurden2

وصلت مسقط عاصمتها الرائعة في الصباح ولمست الهدوء والترحاب غير المعهود في دول أخرى عندما يستقبلك الموظف المسؤول في المطار  ويبادرك بالتحية اللطيفة مبتسما ويشجعك أن تمضي أوقاتاً جميلة في بلده الرائع النظيف التي لها تاريخ عريق ومتوغل في القدم لأن العائلة الحاكمة حماهم الله هي من أقدم العائلات التي ما زالت تحكم في العالم  والذين دام حكمهم مئات السنين ، فنعم الشعب شعبها ونعم القيادة قيادتها.

كان جلسات المؤتمر شيقة وزادت أهميتها بحضور معالي أخي الدكتور معن القطامين رئيس مجلس شركة إدارة المنصة الرقمية لتطوير الأعمال ، لهذا المؤتمر والذي أمتع العُمانيين بمداخلاته المتعددة على مدار عدة أيام  ، كما حضر نخب من أصحاب الاختصاص والمسؤولين وما أدهشني صمتهم عندما يتحدث الآخرين ، وإذ بك تلمس رحيقا من الأدب  في الخطاب والسلام والتحية فسلام على أهل عُمان وكل ما فيها.

من بين قصص الأيام الجميلة التي حدثت معي وجدت في مسقط يستخدمون  تطبيق وطني لخدمة نقل السيارات  فسجلت في التطبيق واستخدمته بعد الظهر  عدة مرات والغريب أن نفس السائق العُماني يأتي في كل مرة أطلبه ، وقلت الأمر فيه غرابة لكنني مسرور  بمعرفته وثقافته وطيبته كسائر أهل عُمان لأنه أصبح صديق  مستمر بعد ثالث مرة طلبته لإيصالي  فقد كان منزله مجاورا  للفندق الذي أقيم به وبحالة الطلب يكون هو الأقرب للاستجابة لهذا الطلب وكان الحساب نقداً ويصر أخي السائق أن يعيد الباقي ولو قليل في ظاهرة ملفتة لم أجدها في العالم!.

في اليوم الثالث ذهبت لزيارة جامعة السلطان قابوس والتقيت نائب الر ئيس البروفيسور سالم الحارثي وشدني الود إليه نتيجة الاستقبال والضيافة الكريمة ، ووجدت أن هذه الجامعة من أكرم الجامعات عالميا مع طلابها فالسكن ووجبات الطعام ومخصصات الطالب وقاعات التدريس وأقسام التخصصات كل هذا يجعلك على يقين بأن في هذا البلد العطاء ليس له حدود ، واكتشفت خلال عدة أيام من زيارة سلطنة عُمان أنني كونت صداقات كثيرة من أبناء هذا الشعب العربي الأصيل الذي تطفو عليه صفات التواضع والثقافة والنظافة.

OmanJurden3

الدكتور رائد المشاورة أردني يعمل في جامعة كانبرا – أستراليا ، عضو اللجنة الدائمة للجمعية الأسترالية الأردنية ، مدير مكتب اتحاد الكتاب الدولي التابع للأمم المتحدة في أستراليا.

المصدر : وكالة “نيروز الاخبارية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى