كأس العرب.. بطولة تجمع القلوب قبل المنتخبات

كتب: حمزة بن علي عيدروس
تستعد دولة قطر لاستضافة النسخة الثانية من كأس العرب 2025 خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل، في احتفالية رياضية ينتظرها عشاق الكرة العربية بشغف كبير، لما تمثله من رمز للأخوة والتلاحم بين الشعوب العربية.
وتُعد هذه المرة الثانية التي تحتضن فيها قطر البطولة بعد نجاحها اللافت في نسخة عام 2021، والتي كانت الأولى تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). فقد حققت تلك النسخة إقبالًا جماهيريًا غير مسبوق، حيث بيعت أكثر من 600 ألف تذكرة، وتابع منافساتها عبر الشاشات أكثر من 272 مليون مشاهد حول العالم.
وأقيمت البطولة آنذاك ضمن استعدادات الدوحة لاستضافة كأس العالم 2022، وكانت نموذجًا مصغرًا لتنظيم عالمي جمع بين التقنيات الحديثة وروح الضيافة العربية.
وستُقام منافسات نسخة 2025 على ستة ملاعب مونديالية سبق أن استضافت مباريات كأس العالم، وتتميّز بمواقعها القريبة وسهولة الوصول إليها عبر شبكة النقل العامة المتكاملة. كما رُوعي في تصميمها توفير مرافق مجهّزة بالكامل لخدمة ذوي الإعاقة، لتظل البطولة شاملة لجميع الجماهير.
وكان المنتخب الجزائري قد تُوِّج بلقب النسخة الماضية بعد فوزه على نظيره التونسي بنتيجة (2-0) في نهائي مثير احتضنه استاد البيت بحضور أكثر من 60 ألف متفرج، في مشهد جسّد روح المنافسة النزيهة والتلاحم العربي.
لكنّ كأس العرب ليست مجرد بطولة لكرة القدم، بل هي مهرجان للوحدة والهوية العربية، يجمع الشعوب على لغة واحدة وثقافة مشتركة، ويؤكد أن الرياضة قادرة على ما تعجز عنه السياسة أحيانًا من جمع القلوب وتعزيز الانتماء.
وتتجه الأنظار هذا العام إلى النسخة الجديدة وسط توقعاتٍ بنجاح كبير، سواء من حيث التنظيم أو الأداء الفني للمنتخبات، في ظل الحماس الجماهيري المنتظر داخل الملاعب وخارجها.
فكأس العرب ليست فقط مباراة تُلعب على العشب الأخضر، بل رسالة محبة وتواصل تعيد التذكير بأن ما يجمع العرب أكبر من أي اختلاف.
وفي الختام، يبقى الأمل أن تواصل قطر نجاحها في تنظيم هذا الحدث الرياضي الأبرز، وأن تسهم البطولة في تعزيز الروابط الأخوية بين الأشقاء العرب، تحت شعار «الرياضة تجمعنا».




