عُمان … أرض الحضارات الخالدة ومنارة السلام والتنمية في ظل رؤية 2040

بقلم: محمد منذر ورد
منذ فجر التاريخ، شكّلت سلطنة عُمان إحدى الحلقات الذهبية في سلسلة الحضارة الإنسانية. فقد أسهم موقعها الجغرافي الفريد، الممتد على سواحل المحيط الهندي وبحر العرب، في جعلها جسراً حيوياً للتبادل الثقافي والتجاري بين الشرق والغرب. وعلى ترابها، تعاقبت حضارات عريقة خطّت مجدها بالحكمة، لتقف اليوم شامخة بين الأمم، تمضي بثبات في دروب التنمية تحت راية رؤية “عُمان 2040”.
منهج الحكمة والسلام:
عُمان ليست فقط بلاد التاريخ والجغرافيا، بل هي أيضاً واحة للتسامح والحوار. ففي وقت يتزايد فيه الاضطراب في العالم، حافظت السلطنة على نهج دبلوماسي رصين، يجمع بين الاعتزاز بالهوية الوطنية والانفتاح المتزن على العالم. وقد أرست هذه السياسة مدرسة فريدة في العلاقات الدولية، وضع أسسها السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وتواصل ترسيخها القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، لتصبح عُمان صوت العقل والاعتدال في المحافل الإقليمية والدولية.
رؤية طموحة نحو الغد:
تمثل رؤية “عُمان 2040” محطة مفصلية في مسيرة التحديث والبناء، إذ تسعى إلى تنويع مصادر الدخل، وتحفيز الاستثمارات، وتعزيز الابتكار، وتمكين الموارد البشرية، مع الحفاظ على الهوية الوطنية والبيئة الطبيعية. ومن أبرز معالم هذا التحول الطموح، المشاريع الكبرى الممتدة في مختلف المحافظات، من المنطقة الاقتصادية بالدقم، إلى ميناء صحار، ومطار مسقط الدولي، وغيرها من البنى الأساسية التي تعكس التوجه الجاد نحو اقتصاد تنافسي ومستدام.
أصالة متجذرة… وحداثة متزنة:
المجتمع العُماني يشكّل بحد ذاته نموذجاً للتوازن بين الأصالة والتجديد. فالهوية الثقافية راسخة في الوجدان، تتجلى في القيم العربية والإسلامية مثل الكرم، واحترام الآخر، وروح التسامح، في الوقت الذي يتبنى فيه العمانيون مفاهيم الحداثة والتطور بروح واعية، ما جعل من السلطنة نموذجاً يُحتذى به في تحقيق التوازن بين الانفتاح الثقافي والمحافظة على الإرث الوطني.
جمال الطبيعة وروح المكان:
عُمان ليست فقط بلد الإنسان والتاريخ، بل أيضاً موطن لطبيعة آسرة، تأسر الزائر بجمالها وتنوعها. فمن جبال الحجر الشاهقة، إلى شواطئ صلالة الساحرة، ومن رمال الشرقية الذهبية إلى واحات الباطنة الخصبة، تمتزج في عُمان الجغرافيا بالشعر، والتاريخ بالجمال. وتكمل القلاع والحصون والأسواق القديمة هذه اللوحة المتكاملة التي تحتفي بالتراث وتستشرف المستقبل.
رسالة إنسانية متجددة:
في ظل عالم يبحث عن السلام والتنمية المستدامة، تواصل سلطنة عُمان أداء دورها كقوة ناعمة ومصدر للإلهام. فبناء الإنسان، وتعزيز السلام، وتمكين الأجيال، تشكل ركائز راسخة في مشروعها الوطني، وهي ماضية في رسم ملامح غد مشرق، يستلهم عراقة الماضي ويستلهم آفاق المستقبل.
