عام المجتمع 2025: رؤية متجددة لتعزيز التلاحم المجتمعي
بقلم: أحمد إبراهيم
مع بداية العام الجديد، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، عن تخصيص عام 2025 ليكون “عام المجتمع” في دولة الإمارات. وجاء في كلمته الملهمة: “بإذن الله تعالى سيكون 2025 عام المجتمع في دولة الإمارات. عامٌ نعمل فيه يداً بيد لتعزيز الروابط في مجتمعنا وأسرنا وترسيخ المسؤولية المشتركة في بناء وطننا وإطلاق الإمكانيات والمواهب. المجتمع القوي والمتماسك والمستقر يعني وطناً قادراً على تحقيق طموحاته ومواجهة تحدياته والتخطيط السليم لمستقبله”.
إن هذا الإعلان يشكل دعوة ملهمة لكل من يعتبر الإمارات وطناً له، للعمل على تفعيل القيم المجتمعية، وتعزيز المبادرات التي تسهم في تحقيق مجتمع مزدهر ومتجانس، يعمل بروح واحدة للحفاظ على هويته وقيمه، وضمان استدامة موارده للأجيال المقبلة.
الإرث الممتد: من زايد إلى اليوم
إن تخصيص عام 2025 “عام المجتمع” يذكرنا بجذور هذه الفكرة التي غرسها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، حينما أسس دولة قائمة على مبدأ العطاء والتكاتف. لقد كانت الإمارات منذ نشأتها نموذجاً يُحتذى به في تعزيز الوحدة المجتمعية، عبر مبادراتها المتعددة في العمل الإنساني والتطوعي.
وعلى مدى العقود الماضية، جسدت الإمارات هذا النهج في العديد من المواقف التاريخية، حيث امتدت أيادي الخير الإماراتية إلى مختلف بقاع العالم، ومن ذلك:
لبنان: إزالة الألغام من جنوب لبنان بمبادرات تطوعية إماراتية.
الصومال: المساهمة في دعم الاستقرار وسط الحروب القبلية.
البوسنة والهرسك: الريادة في العمل الإنساني خلال الأزمات.
العراق: تقديم الدعم الطبي أثناء الحصار عبر مستشفى زايد التطوعي العائم في البصرة.
تحرير الكويت: مشاركة أبناء الإمارات في الدفاع المشترك خلال حرب التحرير.
عام 2025: نحو مستقبل أكثر تكاتفاً
اليوم، ونحن نستقبل عام 2025، نستمد القوة ذاتها من هذه الجذور الراسخة، وننطلق برؤية متجددة نحو مجتمع أكثر تكاتفاً وتلاحماً. إن تخصيص هذا العام تحت شعار “يداً بيد” يجسد التزام القيادة الحكيمة بدعم مبادرات العمل التطوعي والمجتمعي، وتعزيز قيم التآخي بين مختلف فئات المجتمع.
في ظل تنوع النسيج السكاني للإمارات، الذي يضم قرابة 12 مليون نسمة من أكثر من 200 جنسية، تأتي هذه المبادرة لتؤكد على نهج الدولة في احتضان الجميع دون تمييز، وهو ما عبر عنه سموه بندائه الأبوي: “أبنائي المواطنين والمقيمين”.
إن “عام المجتمع 2025” يمثل محطة جديدة في مسيرة الإمارات نحو مستقبل أكثر إشراقاً، يقوم على روح العطاء والتضامن، ويعزز مكانة الدولة كنموذج عالمي في بناء المجتمعات المتماسكة والمزدهرة.