GreatOffer
آراء

صرخة في وجه الصمت .. أين العرب؟ وأين شبابنا العربي من نكبة غزة؟

بقلم: د. أنيسة فخرو

Advertisement GreatOffer

سؤال محير ظلّ يلازمني ، ووجهته إلى عدد من الأصدقاء والأخوة العرب:

لماذا لا نشهد اليوم احتجاجات أو ردود أفعال عربية – شعبية أو رسمية – تجاه مجازر غزة؟

Advertisement

سؤال موجع ، كانت إجاباته أشد وجعًا.

تلقيت آراءً متعددة ، اخترت منها ما هو أكثر تعبيرًا عن هذا الواقع المؤلم:

  1. شعب غزة اختار الموت خلاصًا من واقع يفوق الاحتمال ، وكأن الشهادة باتت هي النجاة الوحيدة.
  2. الاعتياد داء قاتل؛ فبعض الشعوب العربية ألفت الصمت والخنوع ، وانشغلت بملهيات الحياة. أما الأخرى ، فأنهكتها نكباتها.
  3. الركون إلى الدنيا ومتاعها الزائل أفقدنا الإحساس بالواجب الأخلاقي والإنساني.
  4. غياب الإنسانية فينا ، وكأن شيئًا في طعامنا أو بيئتنا جعلنا بلا نخوة أو مشاعر. هل آن الأوان ليُستبدل بنا قومٌ آخرون؟
  5. الحكام؟ متمسكون بكراسيهم. الشعوب؟ تائهة ، ولا بد من استبيان لرصد وعي الشباب العربي وموقفهم ، خاصة حين نرى حراك طلاب الغرب يفوق تفاعلنا ، نحن أصحاب القضية والدين واللغة!
  6. تحوّل الولاء السياسي إلى أداة لبقاء الكيان الصهيوني ، فآمن به بعض الحكّام وكأنه قدر لا مفر منه. أما الشعوب ، فمكبّلة بالعجز.
  7. مقارنة مُحبطة بين حراكنا الخجول وحراك طلاب أوروبا وأمريكا ، رغم أن نكبة فلسطين هي نكبتنا الكبرى منذ قرابة القرن ، ومع ذلك لم تواكب مواقفنا حجم القضية ولا إمكاناتنا.
  8. الاستبداد العربي هو العائق الأكبر؛ فقد جرّد الإنسان من إنسانيته ، وخلق مجتمعات تُشبه الجمادات.

نكبة فلسطين ، التي زرعتها القوى الكبرى منذ البداية ، تشعبت إلى نكبات لاحقة طالت العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان. فانهار السند العربي ، وتفرقت الأمة بين من يشتكي ومن يَتَشَفَّى ، بين من يخوّن ومن يهلّل ، وبين جمهور تائه في واقع يزداد ظلمة وخوفًا.

وفيما يسقط القتلى وتُهدم البيوت في غزة ، نجد أن بعضنا لا يزال يحلم بأن رعاة النكبات سيأتون بخلاص ، وأن مصير الدول الداعمة اليوم لن يختلف عن مصير الاتحاد السوفييتي.

أيّ أمل يُرتجى من جمهورٍ بارك استنزاف من كانوا سندًا له؟

أيّ مستقبل نريده إذا كان شبابنا غارقًا في صمتٍ مطبق ، بينما شباب الغرب يصرخ لأجل قضايانا؟

لكل سبب مسبب ، ولكل وجع أصل. فلنبدأ من أنفسنا.

وأختم بالقول الإلهي الخالد:

“إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى