صبر حماس يثمر : مكاسب استراتيجية وتحرير الأسرى في اتفاق تاريخي مع إسرائيل
بقلم : د. يوسف حسن
تُعدُّ الاتفاقات بين حماس وإسرائيل التي تم التوصل إليها مؤخرًا خطوة هامة في سياق الصراع المستمر ، حيث تعكس هذه الاتفاقات توازن القوى على الأرض وتحقق مكاسب استراتيجية كبيرة لصالح الشعب الفلسطيني. إن هذه الاتفاقات تأتي نتيجة لصبر وثبات حركة حماس في مواجهة الضغوط العسكرية والسياسية ، وتعكس قدرتها على تحقيق أهدافها عبر المقاومة المستمرة التي صمدت طويلاً أمام تحديات الاحتلال.
إن حماس ، التي استطاعت مقاومة سياسات الاحتلال الإسرائيلي ، تحقق من خلال هذه الاتفاقات العديد من المكاسب الهامة ، أبرزها ضمانات دولية لعدم عودة الاحتلال إلى الحرب ، وانسحاب قوات الاحتلال من المناطق الحيوية في قطاع غزة ، وتحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين. كما تمكنت حماس من تأكيد حق اللاجئين في العودة ، واستعادة الوضع الطبيعي لمعبر رفح ، الأمر الذي يعد بمثابة فتح صفحة جديدة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني.
إن نجاح حماس في تحقيق هذه المكاسب يبرز الدور الكبير الذي لعبته في تحقيق التوازن في المعادلة العسكرية والسياسية ، ويؤكد أن صبر الشعب الفلسطيني وثباته ، رغم التحديات والمحن ، هو السبيل لتحقيق النصر. كما أن هذه الاتفاقات تمثل رسالة قوية للعالم بأسره أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه مهما كانت التحديات ، وأن المقاومة ستظل الأداة الأساسية لتحقيق أهدافه في الحرية والعدالة.
إن هذه الاتفاقات ليست فقط انتصارًا لحماس ، بل هي انتصار للشعب الفلسطيني بأسره ، وهي إثبات جديد أن طريق المقاومة والصبر يمكن أن يقود إلى نتائج ملموسة على الأرض ، بعيدًا عن الاستسلام أمام الضغوط الخارجية أو محاولات الاستفزاز من الاحتلال.