آراء

سياسات ترامب والفلسطينيون : نحو تصفية القضية أم إعادة تشكيلها؟

بقلم : د. لولوة البورشيد

Advertisement

منذ تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منصبه، شكّلت سياساته تجاه الشرق الأوسط ، ولا سيما القضية الفلسطينية ، محور جدل واسع وقلق دولي. فقد تميزت هذه السياسات بمحاولات واضحة لتصفية القضية الفلسطينية ، مما يثير تساؤلات جوهرية حول الأهداف الحقيقية وراء هذه التوجهات ، وانعكاساتها على حقوق الفلسطينيين.

دوافع سياسات ترامب تجاه القضية الفلسطينية

Advertisement

يمكن تحديد عدد من العوامل التي دفعت إدارة ترامب إلى تبني سياسات تصفية القضية الفلسطينية ، وأبرزها:

المصالح الاقتصادية:

سعت الإدارة الأمريكية إلى تعزيز الاستثمارات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط ، حيث رأت أن إزالة العوائق السياسية المرتبطة بالقضية الفلسطينية قد يفتح المجال أمام مشاريع استثمارية ضخمة لشركات أمريكية ، مما يعزز من النفوذ الاقتصادي للولايات المتحدة في منطقة ذات أهمية استراتيجية.

التطبيع مع الدول العربية:

اعتبرت إدارة ترامب أن حلحلة القضية الفلسطينية بطريقة تُرضي إسرائيل يمكن أن يوسع نطاق اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية ، ما يسهم في تعزيز التحالفات الإقليمية وترسيخ الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

التحالف مع إسرائيل:

منذ عام 1953 ، تسعى إسرائيل إلى توسيع حدودها وضم مزيد من الأراضي الفلسطينية. وقد وفر ترامب الدعم اللازم لهذا التوجه من خلال الاعتراف بالمستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية وقطاع غزة ، إضافة إلى مساعٍ حثيثة لتحييد القضية الفلسطينية من خلال تقويض حقوق الفلسطينيين.

تداعيات سياسات ترامب على حقوق الفلسطينيين

إن سياسات ترامب تركت تأثيرات سلبية عميقة على الحقوق المشروعة للفلسطينيين، ومنها:

تقويض حق العودة:

تُعد سياسة ترامب تهديدًا مباشرًا لحق العودة للفلسطينيين من خلال محاولاته لإنهاء وضع اللاجئين الفلسطينيين ودمجهم في دول أخرى.

التوسع الاستيطاني:

قدم ترامب دعمًا عسكريًا واقتصاديًا كبيرًا لإسرائيل ، مما شجعها على تكثيف عمليات الاستيطان وضم المزيد من الأراضي.

“صفقة القرن”:

صُممت هذه الخطة لتكون مواتية للمصالح الإسرائيلية بشكل كبير ، حيث قدمت تصورًا منقوصًا لحل القضية ، عبر منح إسرائيل السيطرة المطلقة على القدس وأجزاء واسعة من الضفة الغربية ، ما أدى إلى تهميش المطالب الفلسطينية الجوهرية في السيادة وحق تقرير المصير.

الأثر الجيوسياسي والدولي

عززت سياسات ترامب موقف إسرائيل على الساحة الدولية ، في حين أضعفت الموقف التفاوضي الفلسطيني وأثرت سلبًا على الجهود الدولية الرامية لتحقيق سلام عادل ودائم. كما ساهمت هذه السياسات في تعميق حالة الانقسام العربي تجاه القضية الفلسطينية ، مما أدى إلى زيادة الضغوط على الفلسطينيين.

الخلاصة

تتسق سياسات ترامب بشكل واضح مع الأجندة الإسرائيلية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية ، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للحقوق الفلسطينية المشروعة. ورغم ذلك ، فإن هذه التحديات المتزايدة عززت من عزيمة الفلسطينيين في التمسك بحقوقهم التاريخية، مما يستدعي تكاتف الجهود الدولية لدعم هذه الحقوق في مواجهة الضغوط المتزايدة.

إن الحفاظ على الرواية الفلسطينية ونقل معاناتهم إلى العالم يُعتبر أمرًا حتميًا لضمان عدم ضياع حقوقهم في ظل تعقيدات المصالح الدولية والإقليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى