آراء

سوريا ما بعد الأسد .. أين التحرك العربي؟

بقلم : د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement

تمر سوريا منذ سنوات في أتون حرب وحشية ، حيث تبددت أحلام التغيير والتقدم. بعد بدء الثورة ضد نظام بشار الأسد ، كان من المتوقع أن يتمكن المعارضون من الحفاظ على الأسلحة التي كانت تحمي استقلالهم ورؤيتهم لمستقبل البلاد. إلا أن تشتت القوى والمعارضة أدى إلى فقدان السيطرة على الكثير من هذه الأسلحة.

الصراعات الإقليمية والدولية

Advertisement

عززت الصراعات الدولية والإقليمية الوضع في سوريا ، حيث أصبحت البلاد ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى مثل أمريكا وإسرائيل من جهة ، وروسيا وإيران من جهة أخرى. هذه القوى لم تتورع عن استخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافها ، بما في ذلك استهداف الأسلحة التي يحتفظ بها المعارضون.

التفاهمات الإسرائيلية – الأمريكية

دائماً ما تسعى إسرائيل إلى تعزيز قوتها العسكرية في المنطقة ، وتعتبر أن احتفاظ أي جهة عربية بأسلحة متطورة يشكل تهديداً مباشرًا لها. وتحالفات الدول العربية مع الولايات المتحدة وإسرائيل غالباً ما كانت تفتقر إلى الدفاع الفعلي عن حقائق هذه الأسلحة ، بل كانت تهدف إلى التحجيم من قدرة هذه الدول.

التأثير على القضية الفلسطينية

الأحداث المتلاحقة في الدول العربية ، بما فيها الحالة السورية ، ساهمت في تعميق الأزمة في القضية الفلسطينية. فقد حولت الصراعات الداخلية في هذه الدول إلى أجزاء مشتتة ، لم يعد بإمكانها القيام بدورها التاريخي في دعم الحقوق الفلسطينية. تدمير القوة العسكرية للمعارضة السورية لم يساهم فقط في تعزيز وضع النظام السوري ، بل زاد من تفوق إسرائيل في المنطقة.

قادة العالم العربي ودورهم

القادة العرب سابقاً كانوا يتمتعون بنفوذ وشرعية تمكنهم من الحديث عن القضايا العربية. ولكن في ظل الظروف الحالية ، يبدو أن الكثير منهم يخضعون لضغوطات خارجية تعيقهم عن اتخاذ خطوات فعالة تجاه قضاياهم المصيرية ، كالقضية الفلسطينية. هؤلاء القادة لم يستطيعوا مجابهة التحالفات الجديدة والتغيرات الجيوسياسية التي تطرأ على المنطقة.

تجاهل الاعتداءات الإسرائيلية

الجهود الدولية تتجاهل في الكثير من الأحيان الاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية ، وكأنها لا تمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة. وهذا التهميش للشأن العربي يزيد من مشاعر الإحباط والتخلي عن القضايا المركزية التي تعني العرب.

وتجتمع مجموعة من العوامل بما فيها السياسات الدولية ، والتحالفات الإقليمية ، والافتقار إلى القيادة الموحدة ، لتجعل من الصعب على العرب الحفاظ على قواهم ومواردهم في مواجهة التحديات المطروحة. من المهم أن يتحد العرب في فهمهم لأهمية قوتهم ومصيرهم المشترك ، بدلًا من الانقسام والضعف الذي يسود الآن.

ومن الظلم والاستبداد أن إسرائيل وأمريكا والدول التي تخالف القانون الدولي يدعون للسلام مع مصر ومع الدول العربية ، وفي نفس التوقيت لا تستطيع الدول العربية الرد على أى اعتداء من جانب إسرائيل وأمريكا وحلفاؤهم ، كما أن المسؤلين عن قرارات الأمم المتحدة يتجاهلون ما يحدث من الصهاينة وأمريكا وحلفاؤهم وكيف لا يتم تقديم كل هؤلاء الخارجين عن التحكيم الدولي للمحاكمات.

د.جمالات عبد الرحيم :(خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى