سلطنة عُمان .. قبلة السلام في المنطقة
بقلم : وافي الجرادي
في عالم تشوبه تضارب المصالح والصراعات والخلافات والأزمات إن دققت وتابعت وتمعّنت كثيراً عن هذا العالم فسيبدو لك ولغيرك بأن لا أحد فيه يسعى وراء مصلحة الجميع وأمنهم واستقرارهم إلا سلطنة عُمان. البلد الذي لطالما دأبَت وامتهنت من السياسات والتوجهات ما يجعل العالم كل العالم يداً واحدة آمنه مستقرة موحدة ، بلد الحياد الأول والأخير مع جيرانه وغير جيرانه ، مع العرب والمسلمين ومع غيرهم من أئمة الكفر والضلال في الشرق والغرب على حدٍ سواء.
قد يرى البعض ان استفحال الصراع أو الحرب في مكان ما حول العالم وراءه مكاسب ومصالح وكما هو حاصل ومنذ عقود طويلة في السياسة الدولية من استخدام الصراعات والحروب والأزمات في الحصول على مكاسب سياسية أو اقتصادية أو عسكرية وهذا أمر مُسلّم به في السياسة والعلاقات الدولية… قد تموّل حرباً أو تدعم طرفاً ضد طرف أو تتبنى مواقف داعمة سياسياً لغاية أجنداتك المرسومة في بلد ما إلا سلطنة عُمان ومنذ عقود طويلة لم يثبت أنها دعمت حرباً في بلد ما حول العالم ، أو ساعدت طرف من الأطراف أو موّلته وإنما بقت على الحياد متخذة من نهج الدبلوماسية المحايدة والسياسة الخارجية المحايدة أيضاً سموّاً وغاية في التعاطي مع كل الحروب والأزمات والصراعات حول العالم ، أي مايمكن قوله بأن السلطنة ذو سياسة خارجية محايدة ولم تنخرط في أي حرب أو صراع.
في عُمان الأمن والاستقرار المجتمع كالجسد الواحد ، والاحترام سيّد الموقف ولا أحد فوق القانون فالكل سواسية بل أن روابطهم وانفتاحهم واحترامهم لبعضهم البعض يفوق ما نتخيّله نحن في بلدان النار واللهب للأسف…. لم أكتب وأسرد كل هذا لغاية المُحاباة وكسباً للولاء بل شهادات حصلت عليها من قرابة 8 اشخاص سبق وأن عاشوا في عُمان بل البعض منهم لازال يقيم فيها … ومن هنا وبحكم ما يسود في السلطنة من تعايش ووئام مجتمعي ، وتسامح وسلام ، الى جانب مساعي رُبان سفينتها لأن ينعم المجتمع الاقليمي والدولي بالسلام ، واحتضانها للعديد من اللقاءات الرامية لتحقيقه لأكثر من حرب وأزمة حول العالم يمكن اعتبارها ” قبلة العالم في السلام” ومصدره الأسمى ، حيث فيها كل الأيادي بمن فيها السياسة والحاكمة ترى في السلام والتعايش غايةٌ مُثلى وضرورة من ضروريات الحياة البشرية ليس في الشرق فحسب بل في الغرب ايضاً.
عُمان وبفضل الراحل السلطان قابوس تم وضع اللبنات الأولى للنهضة العُمانية ، أعاد الاعتبار للشعب العُماني في أن يحظى بحلم المستقبل الواعد لا المُرّ ، نهضهٌ ترجمها فعلياً وعلى أرض الواقع السلطان ” هيثم بن طارق ” حفظه الله ورعاه فحجم التحولات في الاقتصاد والمجتمع العُماني زادت وفرة رغم جائحة كورونا وما نجم عنها من مخاطر وتراجع لأسعار النفط والذي يشكل ما نسبته 70% من الايرادات الحكومية ، بالإضافة إلى تراجع العائدات الغير نفطية وتقليص معدلات النمو… غادر المؤسس للنهضة العمانية – رحمه الله- فأتى المرشد والمنير رغم عتمة الجائحة والتحولات العالمية في زمن يشهد العالم اضطرابات وتصدعات على غرار الحرب الروسية الأوكرانية ودواعيها عالمياً… وبرغم المخاطر يقطف العُمانيون الثمار ، نتاج حكمة وسياسات وخطط القائد ونجاحه في أكثر من مستوى وجانب اقتصاديا واجتماعيا ، وباتت الاوضاع وفي مجملها للأحسن يوماً بعد آخر ، فحينما يوجد القائد المُلهم والناجح لا خوف على الشعوب ، بل طوبى للشعووب وهنيئاً لها.