سلطنة عُمان : تواصل ريادتها كمنصة عالمية للاستثمار السياحي والإعلامي
بقلم: زيد السربل
تتمتع سلطنة عُمان بعلاقة استراتيجية وطيدة مع قطاع السياحة والاستثمار ، حيث باتت وجهة محورية لاستضافة الملتقيات والمنتديات الإعلامية التي تركز على السياحة والقطاعات الاقتصادية الأخرى. هذه الاستضافات تُعبّر عن الإلتزام العُماني الراسخ بتعزيز الاقتصاد الوطني عبر التواصل الفعال مع الخبرات العالمية ، كما تُبرز قدرة السلطنة على تقديم فرص استثمارية مستدامة تجذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم. وقد أصبحت عُمان بالفعل موطناً للإبداع والابتكار في مجالات الاستثمار والإعلام السياحي.
سلطنة عُمان ، من خلال حكومتها الرشيدة ، تعتبر من الدول التي تحرص على أن تكون رائدة في مجال السياحة ، فهي توفر بيئة مثالية للاستثمار فيها من خلال مشاريع سياحية ضخمة ومتنوعة. في كل مرة يتم فيها تنظيم ملتقى أو منتدى في السلطنة ، يتم التركيز على ضرورة تكامل القطاعات المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة ، حيث يُنظر إلى السياحة على أنها أحد المحركات الأساسية لتعزيز الاقتصاد الوطني.
هذه الفعاليات التي تُنظم على مدار العام تستقطب الخبراء والمستثمرين من شتى أنحاء العالم ، بهدف استكشاف الفرص الجديدة في القطاع السياحي وتعزيز دور الإعلام في الترويج لهذه الفرص. تسعى سلطنة عُمان دائماً إلى توفير منصات إعلامية دولية تسهم في توصيل الصورة الصحيحة عن الفرص الاستثمارية ، ما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية. وعادةً ما تكون هذه الملتقيات فرصة ذهبية لتبادل الخبرات والأفكار بين الأطراف المختلفة، وهو ما يعزز من مكانة عمان كمركز استثماري وإعلامي في المنطقة.
لا شك أن سلطنة عُمان تتسم بقدرة فريدة على خلق بيئة مثالية للتعاون بين القطاعين العام والخاص ، حيث تواصل دعم مختلف المبادرات التي تسهم في تطوير قطاع السياحة بشكل مستدام. إن القيادة العمانية لا تدخر جهداً في تعزيز الابتكار وتوفير الأدوات اللازمة لتطوير المشاريع السياحية، كما تلتزم بتأمين كل مستلزمات نجاح هذه المبادرات من خلال تسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة. وهو ما يجعلها بيئة خصبة للأعمال والمستثمرين.
عُمان أيضاً لم تقتصر على جذب المستثمرين الدوليين فحسب ، بل تسعى بشكل مستمر إلى إشراك الإعلاميين المحليين والعرب والدوليين في مختلف الفعاليات التي تُنظم على أرضها. هذه المشاركة تساهم في نشر الوعي بالفرص المتاحة وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن عُمان في الخارج. كما أن الإعلام يلعب دوراً حيوياً في دعم المشاريع الاستثمارية وتسليط الضوء على الفرص السياحية ، ما يسهم في جذب المزيد من الاهتمام من قبل الجمهور والمستثمرين على حد سواء.
وفي هذا السياق ، يأتي الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار الذي يُعقد في محافظة البريمي ليُضاف إلى سلسلة من الملتقيات والمنتديات الناجحة التي نظمتها سلطنة عُمان في السنوات الأخيرة. هذه الفعالية تُعد خطوة هامة نحو تعزيز مكانة عُمان كوجهة رئيسية للاستثمار السياحي في المنطقة، حيث يجتمع أكثر من 200 إعلامي ومستثمر لاستكشاف أحدث الاتجاهات والفرص في السياحة والسفر.
محافظة البريمي ، التي ستستضيف هذا الحدث المهم ، تسير على خطى العديد من المحافظات العُمانية الأخرى التي كانت مسرحاً لاستضافة الملتقيات الكبرى في الآونة الأخيرة ، مثل محافظة صلالة. هذا التنوع في المواقع يُعزز من القدرة على الوصول إلى أكبر عدد من المهتمين بالقطاع السياحي، ويُظهر التزام عمان بتوزيع الفرص على مختلف المناطق داخل السلطنة.
إن سلطنة عُمان تسير بثبات نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية في تعزيز السياحة كأحد روافد الاقتصاد الوطني، وتطوير الإعلام السياحي ليكون أداة فعالة في تحقيق هذه الأهداف. كما أن التعاون بين الإعلاميين والمستثمرين يمثل أحد العوامل الأساسية التي تساهم في النجاح المشترك، حيث يُكمل كل طرف دوره في تعزيز النمو والتطور في القطاع.
من خلال هذه المبادرات، تواصل عُمان تأكيد دورها الريادي على الساحة الإقليمية والدولية ، حيث أصبحت واحة للاستثمار الآمن ومنصة عالمية للإعلام السياحي. ولا يمكن أن نغفل الدور الكبير الذي تلعبه جمعية الصحفيين العُمانية تحت قيادة الدكتور محمد العريمي ، والاتحاد العربي للإعلام السياحي الذي يترأسه الدكتور سلطان اليحيائي ، في دعم هذه المبادرات وتحقيق أهدافها على أرض الواقع.
ختاماً، تسعى سلطنة عُمان ، من خلال هذه الفعاليات والمبادرات، إلى خلق بيئة استثمارية مستدامة تدعم الاقتصاد الوطني وتُعزز من مكانة السلطنة على الخريطة السياحية العالمية. إن عُمان، بفضل رؤيتها الطموحة ، تواصل جذب الاستثمارات والمواهب الإعلامية من مختلف أنحاء العالم ، لتصبح بذلك مثالاً يحتذى به في كيفية استخدام الإعلام والتكنولوجيا لدعم القطاعات الاقتصادية الهامة ، وفي مقدمتها السياحة.