GreatOffer
آراء

“سطوع”… حين يضيء الفن نوافذ الروح في دار الأوبرا السلطانية

بقلم: سيلينا السعيد

Advertisement GreatOffer

في مساء ينبض بالفن والجمال، فتحت أبواب دار الأوبرا السلطانية مسقط ذراعيها لاستقبال النسخة الثانية من معرض “سطوع”، الحدث الفني الذي لا يُعد مجرد فعالية عابرة، بل هو حالة مفعمة بالروح تُضيء القلوب وتزرع في النفوس حدائق من الدهشة.

برعاية كريمة من سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، انطلقت الأمسية في قاعة المعارض بدار الأوبرا، كأنها أغنية تشكيلية تنسجها أنامل 19 فنانًا وفنانة من فريق سفراء الفن العُماني، حملوا لوحاتهم كأجنحة، وألوانهم كأحلام من نور.

Advertisement

سطوع

“سطوع” ليس مجرد معرض، بل هو صلاة لونية تروي بصمت قصيدة عمانية تعانق الجبل والبحر، وتروي قصة الجمال المنبثق من الطين والذاكرة، من النور والحرف، ومن ظل النخلة وخط الوجدان.

في زوايا المعرض، لوحات تُشبه الشرفات القديمة في مسقط، وأخرى تحمل حروفًا عربية تتموج كأمواج المد في حناجر الصوفية. أما المنحوتات الخشبية، فبدت وكأنها أصابع الأرض ترتفع لتحكي قصة الإنسان العُماني في صمته، وعناده، وشوقه الدائم للجمال.

سطوع

ولأن الفن لا يعرف حدودًا، استضاف المعرض فنانين وفنانات من جنسيات مختلفة، ليكتمل المشهد بحوار بصري عالمي، يتقاطع فيه التراث العُماني مع التجربة الإنسانية، حيث يتحدث الفن بلغة لا تحتاج إلى ترجمة.

“سطوع” ليس فقط عنوانًا، بل هو موقف فني يُضيء الهوية من زوايا لم تُرَ من قبل. نؤمن أن اللوحة هي مرآة للزمان، وسفر في ملامح المكان.

سطوع

يتنقل الحضور في أرجاء المعرض كما لو كانوا يتجولون في رواق حلم، يتأملون، يبتسمون، وربما يهمسون لأنفسهم: “هذا العمل يشبهني… تلك الألوان تعكس حنيني… وتلك المنحوتة تحكي حكاية أمي!”

ويستمر معرض “سطوع” حتى نهاية الأسبوع الجاري، داعيًا الزائرين لخوض رحلة تأملية في الفن والهوية، رحلة لا تُشترى بل تُعاش.

هنا… حيث لا يُعلق الفن فقط على الجدران، بل يُنقش في جدران القلب والذاكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى