آراء

سد النهضة .. من وراء “السيناريو المدمر” لدول حوض النيل؟

بقلم : د.جمالات عبد الرحيم

Advertisement

تعد دول حوض النيل من المناطق الإستراتيجية التي تشهد تنافسًا شديدًا على الموارد المائية ، خاصة في ظل بناء سد النهضة الإثيوبي الذي أثار قلق الدول المجاورة ، خصوصًا مصر والسودان. فتتطلب طبيعة العلاقات بين هذه البلدان دراسة أعمق لفهم الأحداث الجارية وتبعاتها على المستوى الإقليمي.

سياق النزاع

Advertisement

تاريخيًا ، يعتبر النيل مصدر الحياة للدول المتشاطئة ، ويمثل مصدراً رئيسيًا للمياه للزراعة والشرب. ومنذ أن بدأت إثيوبيا في بناء سد النهضة عام 2011 ، تصاعدت التوترات بين القاهرة وأديس أبابا. وتعتبر مصر ، التي تعتمد على نهر النيل لتلبية حوالي 97٪ من احتياجاتها المائية ، أن السد يمثل تهديدًا وجوديًا. بينما ترى إثيوبيا أن السد هو خطوة استراتيجية نحو التنمية الاقتصادية.

القوى الفاعلة وراء سيناريوهات النزاع

1.قوى إقليمية

من المعروف أن هناك قوى إقليمية ودولية تلعب دوراً في هذا النزاع. فعلى سبيل المثال ، تعتبر العلاقات بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي ودولة إثيوبيا عاملًا مؤثرًا. كما أن التوترات السياسية بين الدول العربية وإيران قد تؤثر على موقف مصر تجاه سد النهضة.

2.قوى عظمى

الولايات المتحدة الأمريكية والصين أيضًا تتابعان هذا النزاع عن كثب. تسعى كل منهما لتعزيز نفوذها في المنطقة ، مما يؤدي إلى تدخلات قد تفاقم الأمور. فقد ساهمت الولايات المتحدة في تسهيل المحادثات في الماضي ، لكنها قد تتجه في المستقبل للمساهمة في تأجيج الصراع إذا ما رأت في ذلك مصلحة إستراتيجية.

3.منظمات دولية

كما تلعب المنظمات الدولية ، مثل الأمم المتحدة ، دورًا في هذا السياق ، من خلال الدعوة إلى الحوار والمفاوضات لتحقيق حلول سلمية. إلا أن تأثيرها يظل محدودًا بسبب تداخل المصالح.

عواقب النزاع على الأمن الإقليمي

إن استمرار النزاع حول سد النهضة قد يؤدي إلى نتائج وخيمة. فقد تتسبب الحروب المُحتملة في تشتيت القوى العسكرية لمصر ، مما يجعلها أقل استعدادًا لمواجهة تهديدات أخرى ، سواء كانت داخلية أو خارجية.

النزاعات المسلحة

هناك مخاوف من أن يؤدي النزاع في حوض النيل إلى صراعات مسلحة ، قد تشمل اشتباكات على الحدود أو هجمات على البنية التحتية المائية. وهذا بدوره قد يشجع على التصعيد.

استنزاف الموارد

الحروب والنزاعات تؤدي إلى استنزاف الموارد ، بما في ذلك الميزانية العسكرية ، مما يؤثر على الاقتصاد والتنمية. وقد ينجم عن ذلك تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في الدول المعنية.

الإرهاب

في ظل الفوضى الناجمة عن النزاعات ، قد تستفيد الجماعات الإرهابية من الوضع لتوسيع نفوذها وتنفيذ عمليات في المناطق المضطربة.

بل لماذا تريد إسرائيل أن تحقق حلمها الذي تحلم به مدى الحياة بجفاف الأراضى المصرية كما يزعمون في كتبهم الملوثة التي كتبوها بأيديهم وقالوا إن هذه التوراة من عند ربهم الخاص بهم؟! وقالوا إن ربهم أذن لهم باحتلال الأراضي المقدسة في فلسطين والشرق الأوسط ، أو احتلال كل موارد المياه التي تخص دول حوض النيل ، ويتضح من ذلك أنها آلية يتبعها الصهاينة لإشعال النيران بين كل طائفة وأخري وبين كل فريق يختلف مع الآخر ، وللأسف هذه الآلية أضحت تهديد نجم من الأنظمة التابعة الي النظام الأمريكى الذي يدعم الاحتلال الصهيوني بشكل أو بآخر لتهديد الجيش المصري.

فأين الأمه العربية الآن

في الوقت الذي يقف فيها العالم العربى مكتوف الايد أمام ما تفعله أمريكا وإسرائيل والدول السبع في أهالي فلسطين وجنوب لبنان وسوريا والعراق واليمن والدول العربية التي تأثرت بسبب الكيان الصهيوني المخرب في الأرض.

في النهاية يبدو أن سيناريوهات النزاع حول سد النهضة ودول حوض النيل ليست محصورة في إطارها المحلي فقط ، بل هي جزء من لعبة دولية معقدة. من الضروري على الدول المتنازعة أن تنحيها جانباً ، وتبحث عن حلول سلمية وتنسيق الجهود لمنع تفاقم الأوضاع ، واعتبار الحوار هو الحل الوحيد لتفادي المخاطر المحتملة. إن استقرار المنطقة يتطلب تركيزاً على التعاون والتنمية بدلاً من التصعيد والعنف.

د. جمالات عبد الرحيم (خبيرة العلاقات الدبلوماسية وحقوق الانسان)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى