آراء

ساعات من المخاطر تلوح في الأفق : توترات قادمة من الشرق وتحركات مقلقة من الغرب

رصد ومتابعة: السفير مدحت القاضي

Advertisement

بين مؤشرات التصعيد في الشرق الأوسط وتطورات مُتسارعة على الجبهة الغربية ، تمر المنطقة بلحظة توتر شديدة التعقيد ، قد تفتح أبوابًا على سيناريوهات غير محسوبة.

أولًا: الشرق.. إشارات تصعيد وتحذيرات متتالية

Advertisement

تحذير بريطاني : أصدرت هيئة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) تنبيهًا للسفن في الخليج العربي وخليج عُمان ومضيق هرمز، محذرةً من تصاعد التوترات في المنطقة، ما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري يُهدد أمن البحارة.

الولايات المتحدة ترفع مستوى الحذر:

أوصت الإدارة الأمريكية السفن التابعة لها العاملة في الخليج بتوخي الحذر نتيجة مخاوف من تحركات إيرانية أو تهديدات محتملة من جماعات مرتبطة بطهران.

البحرية الأمريكية أعلنت عن رفع حالة التأهب القصوى في قاعدتها بالبحرين.

مسؤول دفاعي أمريكي صرّح لقناة الجزيرة بأن القيادة الوسطى تتابع التوترات عن كثب، وأن “سلامة أفرادنا وعائلاتهم أولوية قصوى”.

تصريحات إسرائيلية تنذر بالتصعيد:

نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مقربين من نتنياهو تحذيراتهم للحريديم بأن “المرحلة الأمنية حساسة”، مؤكدين على احتمال حدوث تطورات في القريب العاجل.

القناة 14 الإسرائيلية نقلت عن المحلل يعكوف بردوجو قوله إن “إسرائيل تقترب من مهاجمة إيران”.

أنشطة نووية مثيرة للقلق:

ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست، نقلًا عن مصادر استخباراتية غربية، أن طهران تقوم بتعديلات على منشآتها النووية بالتزامن مع المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة، بهدف تقليل فعالية أي هجوم عسكري محتمل.

استعدادات دبلوماسية وأمنية:

بحسب “رويترز”، كشف مسؤول أمني عراقي وآخر أمريكي عن استعدادات داخل السفارة الأمريكية في العراق لإجراء إخلاء رسمي بسبب تصاعد المخاطر الأمنية.

كما سمحت واشنطن لموظفيها غير الأساسيين بمغادرة البحرين والكويت، في ظل تصاعد التوترات.

البيت الأبيض أكد أن الرئيس ترامب على علم بتلك الإجراءات.

شهدت محافظة الأنبار العراقية تحليقًا مكثفًا للطيران الأمريكي.

نفي عراقي للإخلاء:

رغم هذه التحركات، نفى المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية صحة الأخبار المتداولة عن إخلاء السفارة الأمريكية في بغداد.

تحرك دبلوماسي مصري لاحتواء التصعيد:

توترات

وزير الخارجية المصري عقد اجتماعًا ثلاثيًا على هامش منتدى أوسلو مع نظيريه العُماني بدر البوسعيدي والإيراني عباس عراقجي، في محاولة للتهدئة.

اللقاء يأتي امتدادًا للقاء سابق جمعه بوزير الخارجية الإيراني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة في 2 يونيو.

هذه التحركات جاءت في توقيت بالغ الأهمية، إلا أن الطموحات الإسرائيلية – كما يرى مراقبون – قد تكون خارج نطاق السيطرة والتأثير المباشر.

ثانيًا: الغرب.. سيناريوهات مفتوحة على التوتر

الحدود المصرية مع غزة تحت المجهر:

وزارة الخارجية المصرية بادرت بنشر الضوابط التنظيمية لزيارة المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، وهو قرار محمود يعكس حرص الدولة على الانضباط.

لكن تبقى الحاجة ملحّة لدور إعلامي مسؤول يرتقي إلى مستوى اللحظة. فالقضية الفلسطينية لا تحتمل المزايدات أو الاستعراضات.

من الجدير بالذكر أن الوصول البحري إلى غزة بات أكثر سرعة وأمانًا من الطرق البرية التي تُستغل أحيانًا لأغراض دعائية.

موقف ليبي مزدوج:

الأمن الليبي قرر سحب رخص جميع الحافلات المتجهة إلى مصر، في خطوة إيجابية تُعزز الانضباط الحدودي.

في المقابل، أعلن رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة انضمام بلاده إلى “قافلة الصمود” دعمًا لغزة.

في ظل هذا المشهد الملبد بالتحذيرات والتحركات العسكرية والدبلوماسية، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات الحكمة واليقظة. فالتقاطع بين التوترات الشرقية والاصطفافات الغربية يُنذر بتطورات قد لا تقف عند حدود التصعيد الإعلامي أو التحشيد السياسي، بل قد تمتد إلى مواجهات لا تُحمد عقباها.

فالمخاطر تقترب، والساعات القادمة وحدها من ستكشف ما إذا كانت لغة العقل ستنتصر، أم أن صوت السلاح سيطغى على ما سواه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى